حاورها
محمد رحال
–في مجلة ألف باء يسعد القراء أن يتعرفو علي الشاعرة تغريد الفياض في حوارنا اليوم؟
-تغريد فياض شاعرة، قاصة، روائية ومترجمة لبنانية مقيمة في القاهرة منذ عام 2005
عضو اتحاد كتاب مصر، نشرت حتى الآن ثلاث دواوين شعرية، مجموعة قصصية، ورواية. لها تحت الطبع ديوان شعري رابع، وديوان أول باللغة الانجليزية، ورواية. ترجمت لوزارة الثقافة المصرية، ولعدة دور نشر في مصر ولبنان، ولعدة أدباء في مصر، لبنان، تونس، الإمارات، أوزبكستان، الهند، نيبال، وصربيا. أسست منتداها الثقافي في القاهرة من 2015، وأقامت حتى الآن 66 فعالية بمواضيع ثقافية مختلفة
–نرى ميولك إلي القصة القصيرة في الأجناس الأدبية في سيرتك الأدبية الحافلة بالعطاء هل شغف الكتابة فيها ما أثر عليك لكي تتحهي إليها ام ، هل هناك ميزات فيها دون الشعر و الاحنس الأخرى مما جعلك ترونو إليها ؟
-القصة القصيرة هي من الابداعات السردية، والتي تعتمد على حدث واحد لحكاية ما، ويكون هذا الحدث محدوداً في المكان والزمان أغلب الوقت، ووجود شخصيات قليلة، قد تصل إلى شخصية واحدة أحياناً. وتدور جميع الشخصيات حول هذا الحدث. تنتهي القصة القصيرة معظم الوقت بفكرة صادمة أونهاية غير متوقعة.
–: هل بدأتي كتابة القصة منذ سن مبكرة دائما نرى الإبداع فيها يتجلى في سن مبكر خاصة بالنسبة لكتاب المشرق العربي ؟
-بدأت بكتابة القصة القصيرة والمقال قبل كتابة الشعر، منذ المرحلة الإعدادية في المدرسة، ونشرت عدة مقالات وقصص قصيرة في صحف الوطن والقبس الكويتية منذ عمر الثالثة عشر.
نشرت دواوينها الشعرية الثلاثة في البداية من عام 2006، وبعدها نشرت مجموعتها القصصية الأولى في 2018 بعنوان (قصص بابل المعلقة)، وبعدها الرواية الأولى (كلونومانيا) في 2020
–هل هناك فرق بين كتابة القصيدة و القصة القصيرة و الرواية ، ام يوجد اختلاف بينهم ام انك.تفضلين الكتابة في القصة أكثر منهم ؟ و كيف تكتبين القصة القصيرة ؟
هناك فرق بين كتابة القصيدة وكتابة القصة القصيرة أو الرواية، فالقصيدة تنتج عن إحساس كبير ودفقة شعورية تحصل نتيجة موقف معين أو حدث يتأثر به الشاعر كثيراً فيعبر عنه بكتابة القصيدة. بينما القصة القصيرة تحتاج لتفكير عميق ومراجعة كبيرة، وإعادة كتابة، وقد تحتاج من عدة أيام لشهر أحيانا لينتهي منها الكاتب. وأنا لا أفضل الشعر على القصة القصيرة أو الرواية، لأنني أعتبر أن كتابة أي نوع من الابداع هو تجربة متعبة جداً ولذيذة في نفس الوقت، عندما يرى الكاتب أمامه نتيجة فكره ومشاعره، فيحل الفخر والفرح محل التعب والجهد الذي بذله.
أي كاتب حقيقي ولأي نوع كان من أنواع الابداع، لا بد من أن يستخدم مزيج من المشاعر والأحاسيس التي تلامس الروح والوجدان، والتي تعبر عن ذات الكاتب، مع تأثره بقصص الآخرين حوله، وبالتأكيد لا بد من وجود الصنعة والحرفية، لينجح العمل في الوصول للقارئ.
أنا أكتب القصة القصيرة بمزيج من الرومانسية الاجتماعية، والواقعية مع لمسات كبيرة من الخيال، لتصل كما في إحدى قصصي إلى الخيال العلمي كما في قصة (احتفال) في مجموعتي القصصية (قصص بابل المعلقة).
كتابة القصة القصيرة مختلفة بالتأكيد عن كتابة الشعر، ولقد أحسست بنوع أكبر من الحرية وأنا أكتب القصة القصيرة، عما وجدته أثناء كتابة القصيدة.
–كيف ترين واقع الثقافة العربية الأن علي حسب خبرتك و ما تفتقر له لكي تكون رائدة دوليا و عالميا ؟
-بالنسبة للثقافة العربية فهي بخير، باعتقادي أنه لكل زمن طريقة معينة في الحياة وبالتالي بطريقة التعبير عنها كما تظهر في الكتابة بكل أنواعها وأشكالها، فلا أظن أن الأزمنة الماضية كانت أفضل بالنسبة للثقافة العربية، ولا هي حتى أسوأ. يجب علينا أن نؤمن بأن الثقافة ليست وعاء يضم الابداعات، بل هي بئر لاتنضب، ومياهها قد تحمل بعض الشوائب أو قد تكون نقية، حسب الطقس والظروف والأمطار والترسبات. فلنتأكد أن الثقافة ومنتجاتها سوف تبقى ما بقي الزمان، علينا فقط أن نتقبل بعض التغييرات فيها، سواء كانت في الشعر أم النثر.
–رأيت في سيرتك ما أثار فضولي ، فعلي حسب دراساتك قد إهتممت بالادب الانجليزي و ايضا الترجمة و لا سيما الإعلام كيف تفيد هذه التجارب في نضج التجربة الإبداعية للكاتب؟
-كوني تخرجت في الدراسة من ثلاثة تخصصات وأولها كان الأدب الانجليزي والترجمة، ثم علم النفس العيادي، وآخرها الاعلام، فذلك أعطاني زخماً كبيراً في تجربتي الإنسانية أولاً، ثم تجربتي الأدبية والثقافية، وأخيراً تجربتي الشخصية. ساهم هذا الزخم في نضج تفكيري في عمرمبكر جدا، مما ساعدني لاحقاً في تطوير مهاراتي الإعلامية والصحفية، وكان تأسيسي لمنتداي الثقافي نقطة الانطلاق لتجارب انسانية غنية جدا على مستوى الدول العربية وحتى الشرقية والغربية.
-كل صحيفة أوموقع إعلامي هومنبر خطير ومنارة في نفس الوقت، فلنحكم ضميرنا ولنقوم تفكيرنا بما يراعي المبادئ والمثل والأخلاق في كتاباتنا وابداعاتنا، تلك هي التي نخاف عليها وليس على الثقافة بحد ذاتها، فالثقافة ما هي إلا المنتج النهائي لما يعيشه أفراد المجتمع والتعبير عنه.