فوز حمزة
رفع سماعة الهاتف. تناهى إلى سمعه خبر نزل عليه كالصاعقة. أحدهم أخبره أن زوجته الآن في مطعم المدينة الكبير مع عشيقها. تسمر في مكانه وهو ما زال ممسكًا بالسماعة لا يدري ماذا يفعل. أخذ يتلفت يمينًا وشِمالًا. شعر بدوران شديد جعله يرتمي على المقعد القريب منه و العرق يتصبب منه. بحث عن علبة المهدئ، رماها بعيدًا بعد تناوله منها حبة. زاغتْ عيناه باتجاه التلفاز وهو يعرض صورًا لجثث أطفال ماتوا إثر زلزال مدمر. سحب سيجارًا وبيد ترتجف بدأ يدخن و يتمتم مع نفسه: هذا هو الاتصال الرابع الذي يأتيني هذا الأسبوع، كيف أذهب إلى هناك؟! في المرتين السابقتين منعني صاحب المطعم من الدخول لأنني ضربتها. ماذا ينتظر مني أن أفعل؟ كانت ترتدي فستانًا أسود وتلف رقبتها بالوشاح الأحمر الذي أهديتها إياه في عيد ميلادها! رأيتها ويدها نائمة بين يديه، نظراتها استقرتْ في عينيه وابتسامة عذبة غفتْ على شفتيها الورديتين بينما لهب الشمعة البيضاء الموضوعة وسط الطاولة كان يتراقص بإيقاع منتظم على أنغام أنفاسهما. آه !! ياللعاهرة! كيف استطاعت فعل ذلك بيّ ؟! كيف تناستْ ابنها الوحيد؟! كيف سيواجه الحياة عندما يعرف حقيقتها البشعة؟! يا إلهي! كلهن فاجرات، سليلات الأبالسة، ربيبات الشياطين تمامًا كما أخبرني أبي، لطالما حذرني منهنّ، لكني كنت عاقًا لم أعره انتباهًا . الآن لن أسكت، على يدي ستنال العقاب الذي تستحقه، لن أدعها تهنأ بعيشها، بل لن أدعها تعيش، سأقتلها، وكما قال أبي: الخائن ليس له مكان بيننا، مستقره في الجحيم، نعم يا أبي، سأقتلها غير مأسوف عليها. سأكون شجاعًا مثلك ولن أخيب ظنك بيّ. اليوم سينتهي كل شيء! مال بجسده إلى الأمام ممسكًا برأسه. بدد الصمت صوت زوجته وهي خارجة من الغرفة المقابلة متشحة بوشاحٍ أحمر: – أنا جاهزة حبيبي، لنذهب، طبيبك النفسي في انتظارنا •