برهان المفتي
……….
درسونا في الأقتصاد الهندسي حيلة كانت الشركات الانگليزية تسويها لكسب ثقة زبائنها بمنتوجاتها الكهربائية والميكانيكية، وهي حيلة بارعة ونجحت لسنوات وسنوات في جعل منتجات أبو ناجي في المرتبة الاولى بالجودة. الشركات الانگليزية كانت تقوم بكتابة العمر التشغيلي لمنتوجاتها (مثلاً محركات لو ماطورات لو ثلاجات لو حتى السيارات) بسنينن أو ثلاث سنوات أقل من الحقيقي، مثلاً ماطور عمره التشغيلي الحقيقي عشر سنوات، تقوم الشركة تكتب على صندوق هذا الماطو ر وبالكتالوگ أن العمر التشغيلي هو سبع سنوات.. بس أكو ملاحظة تنكتب باللون الأحمر حتى يشوفها الزبون والمتعامل، وهاي الملاحظة مكتوب بيها ” في حالة صيانة وإدامة هذا الماطور بصورة صحيحة بالأعتماد على قطع الغيار الأصلية غير المقلدة فيكون العمر التشغيلي عشر سنوات”، وبهاي الحيلة الزبون مو بس يشتري الماطور بل يروح كل ستة أشهر ويجيب قطع غيار (سپير پارت) أصلية، بالحقيقة هو ما محتاجها بس حتى يضمن إطالة عمر أستخدام الماطور بحسب الملاحة الماكرة في الكتالوگ.. يعني الشركة الانگليزية تقلل من العمر الحقيقي وتخلي الزبون يدفع مرتين وثلاث مرات على شراء قطع هو ما محتاجها حتى يبقى الماطور شغال عنده عشر سنوات ( العمر التشغيلي الحقيقي).
هسة تعال شوف هذول إللي يريدون يفوزون بالإنتخابات لو يستلمون مناصب بحسب المحاصصة شي يسوون؟ هذول لا علاقة لهم بأي علم ولا بأي فكرة تسويقية.. يجي كل واحد بيهم نافخ نفسه بأقوى الكومپريسرات وصينية تشريب بامية، متنگ، يجي يسويلنا الشط مرگ والزور خواشيگ، ما بقى شي ما سمعنا منهم حتى تصدير الكهرباء، وحتى ميناء ينافس ميناء سنغافورة لو جبل علي، وسمعنا منهم كل واحد راح يصير صاحب بيت، وسمعنا منهم دبي شنو؟؟ كلها خمس سنوات والناس تگوم تجي زحف حتى يشوفون شنو من العز عايشين ويتسولون يعرفون تجربتنا.. كل واحد منهم تگول عنده خاتم سليمان وعصا موسى ومصباح علاء الدين.. كوكتيل معجزات.. عبالك الصين صارت تنتج عصا موسى وخاتم سليمان والمصباح وما تبيعها إلا للمرشحين لأن يدفعون دفع ثگيل.
وهنا الناخب الغشيم المخدوع وإللي يحب أن ينخدع بإرادته وبكامل وعيه الطائفي والقومي والعنصري يصدگ بهذه الوعود وبوجود هذا الكوكتيل العجيب مع المرشح إللي يصوت له، وبعد ما تخلص الهوسة راح يكتشف أن الكهرباء ما تنباع بالسطولة ولا بالسوپرماركتات لأن أصلاً ما موجودة بالسوگ، وراح يكتشف أن الشط مستحيل يكون مرگ لأن ماكو طباح ولا چولة بحجم الشط حتى نطبخ المرگة، وبعدين أذا الزور خواشيگ شكبر الخاشوگة راح تصير وراح تشگ بلاعيمنا شگ، ولا راح يصير عدنا ميناء أحسن من سنغافورة ولا جبل علي لأن أساساً العمق البحري مالنا راح للجيران، ولا راح نوزع بيت لكل عراقي لأن نريده يتعب مثل بشار وهو يدور على أمه وما نريد العراقي يتعلم عالدلال ويفتح عينه ويشوف أبوه عنده بيت مو إيجار.. الخشونة تصنع الرجال مو واحد يتربى ببيت مُلُك لو واحد ما يشوف أبوه كل يوم يدخل للبيت وظهر منحني من التعب وغرگان بعرگ التعب وبالدًين وما عنده فلوس باچر.
أبو ناجي بكل شي مدرسة وتعليم، هسة نصكم إذا مو أكثر جايين من يم أبو ناجي لو شايلين جنسية أبو ناجي، أي شنو من الحظ البائس ما متعلمين من أبو ناجي حيلة التسويق حتى تقللون من الهيوات، تعلموا تقللون من سقف طموحات الناخبين، ترى الثقة حلوة، ويا ريت نسمع بالأيام الجاية مرشح يگول الحقيقة.. يطلعلنا بالتلفزيون بوجه البشوش ويگول ” هي كلش خربانة وآني ما أگدر أسويلكم شي..أنتخبوني حتى أزرب بيها أكثر “.. نريد الحقيقة بهذا المستوى.