أحمد طايل
….صداقة…..
وفاء عبد الرزاق نموذجاً
===========
..ذات صباح من قرابة الخمسة عشر عاما..كنت أداعب أزرار الحاسوب ابحث عن كتاب وكاتبات أتباعهم واقرأ لهم، لفت نظرى شاعرة عراقية، الشاعرة (وفاء عبد الرزاق), إطلعت على كتابتها واصداراتها وجدت أنها متعددة المناحى الأدبية الإبداعية، غزيرة الإنتاج، فى التو أرسلت لها طلب صداقة،وأنى راغب بحوار معها أضمنه إصدار لى اعده، أتتنى موافقتها على الفور، أعددت تساؤلات الحوار وارسلتها إليها بعد أيام جاءتنى الإجابات، تواصل بيننا الحوار، عرضت عليها الحضور إلى مصر، مصر هى بؤرة وقبلة الإبداع والمبدعين، طلبت مهلة للرد وجاء هذا بعد عده شهور، أخبرتني بموعد الحضور وأنها سوف تقيم بسكن لصديق عراقى متواجد بالقاهرة وله أكتر من مقر سكنى إسمه (وسام هاشم) شاعرا كبيرا كان يقيم بإحدى البلدان الأوروبية وأتى لمصر وأقام جاليرى سماه (كونيست بشارع شريف بالقاهرة)، (لا اعلم عنه حاليا ومن سنوات أين هو؟ والمقصود هو (وسام هاشم)، مثلما جاء بغته إختفى أيضاً بغته، ذهبت بالموعد المحدد إلى الجاليرى..كان لديه علم بى من خلال صديقتى، أخذنا سيارة وذهبنا لاستقبالها بالمطار، وصحباناها إلى السكن المخصص لها وغادرت مع وعد للحضور لاعداد لقاء كنت قد اتفقت مع مسئولى اتحاد الكتاب بمحافظة الغربية بمدينة طنطا لإعداد أمسية شعرية لها، ولقاء متلفز بالقناة الإقليمية، انتظرتها بمحطة القطار وإنتقلت بها فورا إلى نادى طنطا الرياضى حيث موعد اللقاء التليفزيونى الذى استغرق نصف ساعة ومن ثم صحبتها مع وجود أخ أكبر لى إلى قرية (سامول مركز المحلة الكبرى) حيث كان صديقى الراحل (فريد معوض)، كاتب أطفال وقاص وروائى وتحولت بعض أعماله لدراما للأطفال والكبار، كان الحضور عدد من كتاب المحلة، تناقشنا حول الأدب وتنوعاته ومصداقية المشهد الأدبى بعالمنا العربى، كان لقاءا ثريا، تناولنا الطعام الريفى المعتاد الشهى، ثم غادرنا عائدين إلى إتحاد كتاب الغربية، حيث كان الحضور كثيفا أثرت القلوب بشعرها والقاؤها وطلبت أن يصاحبها بالعزف على العود أحد الحضور، عزف وتغنت بشعرها تغنت بلهجتها الدراجة العراقية، ربما بعض المفردات لا تفهم ولكن الجمع كان منتشيا بالإلقاء والعزف الهادئ المصاحب، حرص الكثير على إلتقاط الصور التذكارية معها، عدت بها إلى محطة القطار، كنت قد حجزت لها بأحد القطارات المكيفة، عادت تحمل السعادة بين أرديتها وبداخلها، أعددت لها لقاءا بنقابة الصحفيين، عرفتها.بالدكتور (صلاح فضل)، ودبرت لها لقاءا مع المخرج (مجدى أحمد على) بمقهى (الجريون) بشارع قصر النيل والشهير بأنه ملتقى كل الفنانين والمبدعين، لتعرض عليه إحدى رواياتها لتحويلها لعمل درامى ولم يتم الأمر بسبب أن اللغة العامية العراقية تسود العمل مما يعوق تحويله إلى دراما من وجه نظر المخرج، تعارفت على الكثيرين من مجال الأدب والثقافة، بيوم دعتنى لحضور أمسية لها بالجاليرى، حضرت بصحبة صديق مذيعا بالقناة الإقليمية (إبراهيم ياسين)، جمع كبير بالقاعة يجمع بين عراقيين مقيمين بمصر وعرب من أقطار أخرى وبعض كتاب ومراسلى الصحف وكتاب من مصر، كانت هناك قناة فضائية عراقية، لا أتذكر الإسم الآن ولكنى أتخيل أنها كانت قناة (البغدادية) تسجل الأمسية، قبل أن تبدأ بالقاء أشعارها طلبت الميكروفون أمسكت به وقالت.
* أطلب التسجيل على الفور.
أعدت الكاميرات أمسكت بالمايك قالت.
= قبل أن تبدأ أمسيتنا، أود أن أوجه الشكر للاستاذ (احمد) وأشارت إلى، هو من أقنعنى بالمجئ لمصر وهو من أعد لى بروجرام الزيارة، فتح لى كثيرا من أبواب الإبداع بتنوعاته، أشكره وادعوكم لتحيته.
تعالى التصفيق مما أصابنى بنوع من الإرتباك، بعد الأمسية عرفتنى بالمذيع التابع للفضائية الكاتب المتنوع إبداعا الراحل (خضير ميرى) تحدثنا بقضايا فكرية متعددة تبادلنا الإعجاب، تصادقنا على الهاتف ولقاءات متعددة، أهدانى إصدار له بعنوان (كيس أسود مخصص للأذبال)، توثقت صلتنا، دعانى إلى أمسيات باتيلية القاهرة يديرها هو كانت مع الفنان (خالد الصاوى) الذى يكتب الشعر والرواية، وأيضا الفنان (محمود حميدة) وحديث حول رحلته الفنية، بعد عودة الشاعرة إلى لندن حيث تقيم، زاد تقاريى مع (خضير)، أعددت له لقاءا باتحاد كتاب الغربية بمشاركة صديقنا الشاعر العراقى (سعد جاسم) والشاعر المصرى (سعدنى السلامونى), وإستمرت اللقاءات بيننا وتناولت الطعام معه بمحل إقامته، لعله الكاتب الوحيد الذى كتب بورقه تعريفه، أنه مجنون بناءا على تقارير رجال (صدام حسين) وأنه دخل السجن والمصح النفسى به لمدة أربعة عشر عاما، حتى أفرج عنه وغادر العراق الى مصر، عاش بها سنوات، سألت عنه مرة علمت أنه عاد إلى العراق، وبعدها بشهور أتانى خبر وفاته، بكيته بكيت به الإنسان المثقف الموسوعى البسيط، رحم الله (خضير) وظلت الشاعرة (وفاء عبد الرزاق) حتى اللحظة أختا مبدعة ذات شأن وسمو، الحقيقة أن الثراء الإنسانى المشمول بثراء فكرى من أعظم الثروات.