مريم عباسي
كاتبة وشاعرة من الجمهورية الإيرانية
إذا أردت أن أعطي رأي صادق حول نقد الشعر فسأقول أنني لا أتفق مع نقد الشعر، فمهما حاول الناقد أن يكتب بتجرد فإنه يظل يقع في فخ معتقداته ومعلوماته الخاصة وربما الإيجابية والتحيز السلبي تجاه المؤلف. لكني أتفق مع العرض، فأنا أقرأ كتابا وأعرض فهمي له على الآخرين، والناس أحرار في أن يتأثروا أو لا يتأثروا، على كل حال، المبدأ الأول هو حرية الجمهور. على حد علمي مالك البطلي، فهو مهتم بالشعر لدرجة أننا يمكن أن نعتبر الشعر حياته. فهو إنسان نشيط ومفكر، اختار عالم الشعر الجميل ليقدم نفسه للعالم ويقدم عالمه للآخرين. يفكر مالك في قلب أحداث الحياة الطبيعية، ولا ينأى بنفسه عن أي شيء، ولا يعتبر الجلوس بعيدًا أبدًا سببًا للغربة، بل يجرب معالجة محايدة للأحداث. إنه شاعر ليس له مطالب خاصة في المحادثة مع الجمهور. إن حقيقة أننا لا نملك حجابًا أو جدارًا، حتى لو كان جدارًا زجاجيًا، أمر ذو قيمة كبيرة. بالطبع يجب أن نجرب صدقنا في الكلام وأن لا يذهب الجمهور إلى الابتذال. وكيف يحدث هذا في قصيدة مالك؟ من خلال التفكير في القضايا وأخذ الأحداث العالمية على محمل الجد. الشعر ليس عالم العبادات أو الانغماسات الصوفية، عالم الشعر فرصة لكل كاتب ليأخذ الأحداث على محمل الجد ويعبر عن عيوبها ومزاياها في الحياة، كيف نكون شعراء؟ كيف نكون شاعرين دون أن نقلق على الحياة، فأين يرتبط الألم والحزن والشوق والسعادة؟ وماذا نفعل بدور المؤلف الذي لديه ذوق في فهمها بشكل أعمق من غيره؟؟ والآن إذا قال الشاعر في بيت اترك الدنيا وما فيها، فقد قالها في جزء من وحيه، فلا يجب أن نفسر كلامه على أنه فتوى أو نظرية. ألا يكتب هذا الشاعر نفسه عن الحب والخطط والتجارب الإيجابية في حياته؟ يعلم مالك أن عليه أن يتعامل مع الحياة شاء أم أبى، لكن لا ينبغي له أن ينسحب أو يتجاهل الحياة. أنه الحزن اللذيذ في كتاباته