بدر السويطي…انتهى رسميا دور الشاعر القبلي و الحزبي و شاعر الأمة

شارك مع أصدقائك

Loading

حاوره :  وديع شامخ

 

بدر السويطي الى ” ألف ياء ”

*- أرغب في أن أضع القارئ على مفترق طرق من خلال تعدد الأجناس الأدبية التي أتناولها في السرد و الشعر

*- الكاتب منارة تضيئ ظلمات المكان و الزمان وهو مصدر تحريض على رفض كل أنواع العبودية و الظلم و الاستبداد في المجتمع

*-  “بصمات على حائط المنفى ” هي نتاج كل ذلك التشرد و التجوال و الهروب المستمر للبحث عن الذات و المنفى

*- الهجرة مثمرة وفعالة في تحسين قدرات الكاتب و اعتبرها طاقة إيجابية هائلة يمنحنا إياها القدر لنغير من واقعنا و نتجدد و نزهر في أرض أخرى

*- تجربة الدراويش في النشر والترجمة جاءت بعد معاناة طويلة لتسيير عجلة الثقافة والادب

*- الدار غير ممولة من أي جهة لا أدبية، ولا سياسية ولا دينية ولا يقف خلف الدار إلا كتّابها وكاتباتها الذين يفوق عددهم 650 كاتب وكاتبة

*- انتهى رسميا دور الشاعر القبلي و الحزبي و شاعر الأمة بانتهاء كل تلك الخطابات الرنانة و حقبة الشعارات والحماسة العربية

 

……

بدر السويطي، مبدع متعدد المواهب الجمالية ، كاتب وشاعر ومترجم عربي

مقيم في ألمانيا،يعمل في إدارة دار الدراويش للنشر والترجمة في بلغاريا

وألمانيا. مصمم أغلفة كتب ومجلات أدبية مدير تحرير مجلة بلوفديف الثقافية ومجلة بوهيميا.

صدرت له خمس مجموعات شعرية باللغة العربية.

الفتى الذي لا وطن له 2008

خطبة الجوع من على منصة الحاوية 2011

بصمات على حائط المنفى 2012

شجرة كستناء تراقصها رياح الخريف 2021

جسد يهرول في كل الجهات

2021

وصدرت له أيضا في مجال السرد

متسلل نحو المتاهة نصوص سردية 2016

حياة أخرى لضفة النهر اليابس نصوص سردية 2018

بصمات على حائط المنفى باللغة البلغارية

دهاليز هولندية 2022

ثعالب شتايندام 2022

تركت ظلي هناك 2022

شارك في العديد من المهرجانات الشعرية

في المغرب والإمارات وهولندا وصربيا وألمانيا و النمسا

حصل في العام 2017 على تكريم

من اتحاد المبدعين المغاربة في المملكة المغربية

على أعماله الشعرية والأدبية.

ومن غابة إشتغالاته المتشابكة كان لي الشرف في لقائه في أسطنبول ،  فعرفته عن قرب إنسانا يفيض  وداً وابتسامة ، فاعل حقيقي ، طموح  ، لا تقف أمامه كلمة مستحيل ، مستعد دائما لمشاركة الآخرين افكاره ، ويبحث كمُنقب عن الكفاءات لتكون لداره الدارويش نوافذ  ورئات يتنفس منها المبدعون  ابداعاتهم وقد تحولت الى كتب تتجول في المعارض وبطريقة مهنية في ابرام العقود ، وكذلك الاريحية والمرونة التي توفرها دراويش السويطي للكاتب في عروض مغرية للنشر بمستويات تبدا من مبالغ زهيدة وصولا الى السقف الاخير وبكل وضوح …

بدر السويطي الفتى الاسمرالضاحك الأبدي والحالم  ، له من عمق الهموم وأجّلها ، لكن  المبدع يكون مصهرا كبيرا للأنوات البشرية والعذابات الكونية والاسئلة الوجودية ، ليصيغها قلائد شعرية ونثرية .

الف ياء التقت السويطي فكان هذا الثراء ..

 

س1: لايمكن للشاعر والمبدع عموما ان يؤَطر في تقديم معين من تصور الآخرين عنه، رغم أن الآخر يصحّ أن يكون شاهدا على جانب او جوانب من التجربة ، سيما وأنك تشتغل في حقول متوازية ومتقاطعة أحيانا .. بين الشعر والسرد ، كيف لكَ أنة تساعد القارىء في رسم صورة ، انت تريدها عنك، من هو بدر السويطي ؟

تتبلور الصورة بشكل كامل في ذهنية القارئ عندما تتعدد قراءاته في حقول الأدب بشكل عام و على وجه التحديد أرغب في أن أضع القارئ على مفترق طرق من خلال تعدد الاجناس الأدبية التي اتناولها في السرد و الشعر و القصة و يهمني جدا تعقيبه على كل اصدار ادبي سردي او شعري

س2: بعد ان انجزت العديد من المجموعات السردية والشعرية ، هل تشعر بجدوى ما في الاستمرار في الكتابة ، وما مفهومك لدور الكاتب في المجتمع ؟

جدوى الكتابة تكمن في الامل الكبير الذي يتوهج في عيون الكاتب و هو ينهمك في اصعب و اخطر مهنة على الاطلاق و هي مهنة الكتابة امتهان الكتابة فعل شاق و مؤرق و لا يجلب راحة البال في كل الأحوال فالكتابة الشاقة هي نتاج الوجع الإنساني و الوجداني الذي يدفع صاحبه للتعبير و الصراخ بواسطة الحبر و الورق و انا مؤمن بجدوى الكتابة و فاعليتها في الحياة و تاثيرها المباشر على المتلقي

اما حول مفهومي لدور الكاتب في المجتمع فانا اعتبر الكاتب منارة تضيئ ظلمات المكان و الزمان و هو مصدر تحريض على رفض كل أنواع العبودية و الظلم و الاستبداد في المجتمع كما انه يعتبر محرر من نوع خاص و على مستوى عال جدا

س3:في مجموعتك الشعرية” بصمات على حائط المنفى”، هناك تناص ذكي مع ” حائط المبكي ” في الميثيولوجيا الدينية ، وجدتك كائنا تفيض قهرا وموتا ووهما وندما وجرأة واسئلة وجودية عميقة .. حدثني عن هذه التجربة ؟؟

 

جميل ان يخاطبني الشاعر بروحه الشاعرة السامقة لدرجة انه يستنتج كل هذه الكمية الهائلة من القهر في المجموعة الشعرية و لعمري انك لامست هنا مواطن الوجع بلمسة الطبيب العارف لاغوار العلة و منابع الألم

بصمات على حائط المنفى هي نتاج كل ذلك التشرد و التجوال و الهروب المستمر للبحث عن الذات و المنفى هي تماما كما تجلت لك بين السطور لهاث مستمر في العبور الى اللا نهاية مواجهة للموت الابدي الخالد و اعتناق للوهم في المدائن و القرى البعيدة و أسئلة ترتطم على الجدران العازلة دون أجوبة شافية لقد كانت تجربة مريرة بمرارة الأيام التي ظلت ماثلة في ذاكرتي حتى هذه اللحظة و لم اجد لي مفرا من كل ذلك الضياع الذي استنزف قلبي و روحي على مدى سنين طوال و اثرت ان اطبع على حائط المنفى بصماتي لأقول للمنفى اني هنا مستلهما من الميثولوجيا اليهودية عنوان المجموعة حيث لم يسبق لاي شاعر غيرك ان يفك رموز هذا اللغز الشعري من قبل

س4-:الشاعر غالبا ما يكون كائنا زمانيا ، يُطلق أسئلة بوجه الزمن ،يطلق فيوضاته دون تحديد لمكان ولادة النزيف الشعري ، ولكني اراك مهتم جدا في التدجين المكاني لولادة النص ، وكأنك تنسب الوليد الروحي لمكانة المادي؟

المكان هو توثيق للنص وللكاتب وفي المكان يحتفي الكاتب بحرفه ووجعه و فرحه على حد سواء لذلك اجدني منجذبا الى توثيق المكان كجزء لا يتجزأ من النص و الزمن

س5: لقد تعددت اشتغالات الشاعر الحديث، ولم يعد راية القبيلة او صوت الحزب او شاعر الأمة ووو، هل تعتقد إن تعدد حقول الشاعر بين السرد والصحافة وللعمل الفني مثلا يأكل من جرف الشاعر كما يقول طه حسين عن الصحافة، أم هو اثراء للتجربة ؟

بكل تأكيد انتهى رسميا دور الشاعر القبلي و الحزبي و شاعر الامة بانتهاء كل تلك الخطابات الرنانة و حقبة الشعارات و الحماسة العربية التي تلاشت بمرور السنين و بسبب الانزياح البشري و اللغوي عبر الزمن اما بما يتعلق بتعدد الحقول الأدبية لدى الشاعر فانا اعتبرها اجنحة يحلق بها الشاعر في سماوات الدهشة و الفضاءات الشاسعة و هي بكل تأكيد تثري تجربته الأدبية و الحياتية في فهم كل ما يحيط به و لعل اطلاعي على ترجمة اعمال أدبية للعديد من الشعراء في المانيا و النمسا و سويسرا البلدان الناطقة بالألمانية كشفت لي عن قرب تعدد الحقول الأدبية لأولئك الشعراء الذين كان يشغل كل منهم اكثر من 6 مناصب متعددة تصب كلها في الصحافة و البريد و الوظيفة و الرسم و الموسيقى و النحت و الطباعة و غيرها من المهن

س6: الترجمة خيانة للنص كما يقول المثل الايطالي الدارج، انت مترجم عن اللغة الالمانية ، الى اي حد تصحّ هذه الشائعة أولا ، وما الذي يدفعك لترجمة نص الماني لكاتب ما الى اللغة العربية ثانيا ، اذا ما ذكرنا المبدع العربي جبرا ابراهيم جبرا بقوله ” لا اترجم عملا إلا اذا احبتته ” ؟

انا اعتبر ان الخيانة الحقيقية هي عدم ترجمة النص وكل ما يقال حول ذلك هو استنتاج خاطئ عن الية الترجمة ومعناها الادبي لا اعتبر هذه المقولة دقيقة الا انني ارفضها تماما

ما يدفعني للترجمة هو احساسي العميق بالنص وانصهاري برؤية الشاعر ومسؤوليتي في اظهار الشعر بسحره وجدواه الى المتلقي.

س7: الهجرة قدر الانسان الذي يحمل روحه على راحته، وأنا ارى ان الهجرة هي ” منأى” جغرافي لنا الذي نكتب بلغتنا العربية، وليس منفى ، لأننا في تواصل حيوي وفاعلين في الحراك للناطقين باللغة العربية .. لأني اعتقد ان الكتابة بلغة؟ اخرى تحتاج الى قدرة للحلم بها والتفكير خلالها.. كيف ترى الهجرة وما دورها في خصوبة ونضوج أو نضوب التجربة الابداعية؟

الهجرة مثمرة وفعالة في تحسين قدرات الكاتب و اعتبرها طاقة إيجابية هائلة يمنحنا إياها القدر لنغير من واقعنا و نتجدد و نزهر في ارض أخرى و بلاد مغايرة ان الهجرة تعد تحد كبير للكاتب بل و تضعه على المحك في اثبات ذاته وقدراته و امكانياته الإبداعية ليولد من جديد في محيط صحي و فعال و ليعطي المزيد من الإنتاج الادبي و الإبداعي بلا حدود و انا اعتبر تجربتي في الهجرة رغم مرارتها الا انها اضافت لحياتي الكثير .

س8 في تخوم تجربتك القصوى، ايضا مارست غواية أخرى وهي لبوس الناشر / والتجربة تحيلنا الى قص الغلبة بالمعنى التجاري الذي يمارسها الناشر بحسه الربحي ، وبين مهمة الناشرالتجارية والجمالية … كيف تخطيت هذه الاشكالية في تجربة دار الدارويش؟

مهنة النشر متعبة للغاية، ولكن لابد من خوض غمارها ولم تكن الطريق مفروشة بالورود، بل كانت حقل اشواك كان على ان امضي به حافيا و بحذر شديد يشبه الحذر الذي يتوخاه الجندي في حقل الألغام

تجربة الدراويش في النشر والترجمة جاءت بعد معاناة طويلة لتسيير عجلة الثقافة والادب ولعل أحد اكبر التحديات التي واجهتنا هي فكرة تعطيل الجانب التجاري في نشاط تجاري أساسي في طريقة تسجيل الدار كشركة في بلد رأسمالي و هنا كانت المسؤولية و التركة الهائلة في تحويل هذا النشاط الى نشاط ابداعي يعتمد على تمويل ذاتي لإكمال المشروع الثقافي الذي بدءت به الدار في بداية تأسيسها في بلغاريا عام 2018.

س9:عن الدراويش .. مالذي تقصده من العنوان ، سيما وان العنوان ثريا النص حسب الفرنسي بارت ، وكيف ترصد لنا قصة وجودها ورحمها الاول ، ومن الذي يقف ورائها ماديا ، وكيف ترد على اتهامات المشككين بالناشر عموما وبالدراويش عموما .. اعطني أدلة نجاحكم ووضوح الرؤيا بالارقام والتفصيل الدقيق؟

يرمز مسمى الدراويش للمتصوفة المولوية الذين مروا على مدينة بلوفديف البلغارية قبل ما يقارب 120 عام ومازالت لهم تكاياهم في المدينة اما مفهوم الدروشة هنا بمعزل عن البعد الديني فهو ازياح الهامش والجانب الإنساني والبعد الروحي في التسامح وقيم العطاء اللامحدود دون مقابل ونكران الذات

الدار غير ممولة من أي جهة لا أدبية، ولا سياسية ولا دينية ولا يقف خلف الدار الا كتابها وكاتباتها الذين يفوق عددهم 650 كاتب وكاتبة وهؤلاء اولوا ثقتهم بالدار ونهجها

اما بما يتعلق بالاتهامات والتشكيك هذه المسالة تندرج بعدم وجود الثقة بين الناشر والمؤلف والوضع المريب الذي يسود عالم النشر في البلدان العربية وبالنسبة لدار الدراويش كانت ثقة كتاب الدار هي علامة الجودة التي نفتخر بها ونعتز والتجارب تختلف من مؤلف الى اخر و كل مؤلف تتم معاملته وفق منظومة خاصة و هذا لا يعني وجود كارهين و رافضين للدار في المشهد الادبي منهم افراد و منهم دور نشر لديها ذبابها الالكتروني الخاص لمحاربة منافسيها و هذا اتضح لنا بالأدلة من خلال اتهامات المشككين و الجهات التي تدعمهم .

س10: كيف ترى أخيراً موضوع توأمة الحراك الثقافي في المهجر بين مجلة الف ياء والدراويش دارا ، وبين الصالون الثقافي وشخصكم شاعرا وساردا ؟

بما يخص موضوع التوأمة في الحراك الثقافي اجده فعالا و ذو جدوى و بالإمكان ان نعول عليه في ظل غياب البدائل و الدعم المؤسساتي و بما ان المراكز الثقافية و دور النشر تعد كيانات صغيرة يمولها أصحابها و القائمين عليها فلا ضير بالعمل الجاد و الدؤوب على اكمال هذه المشاريع الفردية لتسيير عجلة الثقافة و لإيجاد حراك ادبي حقيقي بين ادباء المهجر و جمهورهم و تحديدا مجال التعاون بين مجلة الف ياء الموقرة و دار لا سيما و ان وديع شامخ هو عراب هذا المشروع شاعرا و انسانا و اديبا له تأثير و اثر في المهجر و في أوساط المجتمع المهتم بالأدب و رسالة الثقافة بشكل عام

واما بما يتعلق بالتعاون مع مجلة ” ألف ياء ”  أو الصالون الادبي فانا أتطلع لجدول اعمال وأفكار ومقترحات ستاتي تباعا لتثري المشهد الادبي وأتطلع أيضا للتواجد في استراليا لتفعيل جدولنا على ارض الواقع و البدء بكل ما تم الاتفاق عليه مسبقا .

 

 

………………………………..،

 

شارك مع أصدقائك