دراسات وهلوسات..

شارك مع أصدقائك

Loading

عبدالجبار التميمي

بين فترة واخرى تثار قضية فيهيج الرأي العام ويشتعل وينقسم خلق الله بين منتقد ناقم ومدافع قائم وهذا على العراقيين ليس بجديد ولكن الجديد فيه الانحدار الكبير الذي دخل الحرم الجامعي ليلحقه بمفاصل الدولة الاخرى التي اتخمت بالفوضى والانحلال حتى صارت في حالة مزرية يصعب علاجها.. كلنا يطلع يوميا على الكم العددي الكبير من رسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه التي تزدحم بها قاعات الكليات كلها لا بعضها وحين تطالعك عنوانات الرسائل والاطاريح تشعر بان العراق قفز فوق طبقات الفضاء وخرم الاوزون وخيرةكليات العالم بجامعاته الكبيرة والرصينة واساتيذها.. (الاحساس التكويني السسيولوجي وانعكاساته في العرض المسرحي) و(تطور ميثالوجية التحسس وتشكيل المحاور) هكذا (تجحبن) نقرأ عنه لرسائل ماجستير عن المسرح في البصرة والبصرة بلا قاعة مسرح اصلا ولا فرقة مسرحية ولم يقدم عرض مسرحي منذ عام تقريبا والكارثة الاطاريح والرسائل (ترگع) ونقابة الفنانين تشير الى ١٤٥٠ عضوا الاغلب الاعم من الخريجين والذين لن ولا ولم يقدموا عملا واحدا..للامانة اشعر بالامتعاض والدنيا قائمة والناس في انقسام بين مدافع ومهاجم في موضوع الطالبة زهراء التي ناقشت رسالة ماجستير عن الحلويات الكربلائية في كلية الاداب جامعة البصرة ٢٠١٩ ولا اعرف من نبش واثار الموضوع من جديد لكن المهم في الموضوع وجدنا من يتهم المعترض بالجهل والغباء وعدم الاطلاع بينما المعترض يقول هل انتهينا من مفاصل العلم وتفرعاته تماما واغنيناها تماما ولم يبق امامنا الا حلويات كربلاء ودهين ابو علي.. انا في حيرة من امري واجدني معترضا على كم الاخطاء المذهل في السياسة والاجتماع والاقتصاد والزراعة والصناعة ولكن اعتراضي يتحول الى صرخة ثورة ان وصل الاستهتار بمفصلين مهمين القضاء والتعليم فهما الخصم والحكم ان ارتقت نهضت الامة وان انحدرت ذهبت ريحنا وختمنا حياتنا ختما ابديا بالفشل المستديم.. اليس من حقنا السؤال عن الحكمة في الاكثار باعداد حملة شهادات عليا من جامعات (تلزيگ) في ايران ولبنان بمقابل مادي يتراوح مابين ٥٠٠٠ دولار للماجستير و١٠٠٠٠ للدكتوراه.. وكليات محلية تقبل رسائل ماجستير عن حلويات كربلاء وسجاد الروضة الحسينية وبول الابل.. الامر مضحك بالفعل فحين نسأل عن اختصاص صاحبة رسالة الحلويات عن اختصاصها فتقول(اختصاصي دهين ابو علي) ولا استغرب ان نجد مناقشة لرسالة ماجستير تحمل عنوان (معناة الملا خلف في صناعة طرشي النجف..)

شارك مع أصدقائك