الفنان العراقي الراحل محمد مهرالدين 

شارك مع أصدقائك

Loading

اعداد هاشم حنون – كندا

يعتبر الفنان مهر الدين من فناني التعبيرية التجريدية ومن فناني المادة في بداية تجربته الفنية الزاخرة بالحداثة والتجديد , فنان حقيقي يحب عمله , اعماله الاولى تعتمد على اضافة المواد المختلفة كالعجائن ونشارة الخشب واستخدام التلصيق – الكولاج – لعمل سطح لوحة يمثل التراكم والحفر والتحزيز ٠
ولد مهر الدين في مدينة البصرة عام ١٩٣٨, ذهب الى بغداد لدراسة الفن في معهد الفنون الجميلة عام ١٩٥٦ , كان في شبابه له اهتمام بالرياضة , كرفع الاثقال والكمال الجسماني وهذا ما جعل شخصيته تمتاز بالقوة والجسارة والمشاكسة وعدم التسامح وبنفس الوقت يمتلك الطيبة مع المقربين من اصدقائه ,في تلك الفترة اثناء الدراسة في المعهد كان معه مجموعة من الطلاب المتميزين ولهم اصبح دور في الحركة التشكيلية العراقية أمثال كاظم حيدر واسماعيل فتاح ونوري الراوي وطالب مكي والخزاف طارق ابراهيم والخزاف سعد شاكر والفنان البصري محمد راضي عبدالله , وعرف عنهم بجيل الستينات , بعد تفوقه بالحصول على اعلى معدل في السنة الاخيرة للمعهد حصل على زمالة لدراسة الفن في بولونيا بداية عام ١٩٦١ ٠
يقول مهر الدين … عندما كنت في بغداد تأثرت بأساتذتي وتحديدآ باستاذين فائق حسن وجواد سليم , رسمت أعمالا اكاديمية في الفترة الاخيرة لوجودي في بغداد وبعد تحفيز من الاستاذ فائق حسن بدأت بتحديث الاشكال الواقعية كالمبالغة في الالوان وعدم الاهتمام بالنسب على غرار ماتيس وجورج براك ومودلياني ٠ لهذا عندما ذهبت الى بولونيا لم اجد صعوبة في التكيف للمتطلبات والاساليب الفنية الجديدة ومن الطبيعي أن اتأثر بفنانين بولونيين ٠٠٠ في السنة الاخيرة في بولونيا متأثرآ بفنان اسباني هو انطونيو تابيس فأعماله التي رايتها خلال معرض الفن الاسباني في وارشو ولدت لدي حالة من الاستفزاز واعادة النظر في اعمالي الفنية , كان تابيس يستعمل المواد المختلفة وينظمها بأشتغاله على سطح التصويري بشكل رائع . هنا بدأت بأستعمال مواد مختلفة ليست هي المواد التي كان يستعملها . فأدخلت في أعمالي الرمل وبرادة الحديد ونشارة الخشب والدلك والحرق ٠٠٠الخ وبعد رجوعي بشكل نهائي الى بغداد عملت مجموعة من الاعمال مستعملا فيها التقنيات والمواد الجديدة التي ذكرتها ٠ أقمت فيها عام ١٩٦٧ معرضآ شخصيآ ثانيآ في بغداد لان الاول كان مكرسا لفن الكرافيك عام ١٩٦٥ وأقمته على قاعة – أيا- في شارع النضال شكل المعرض حالات كثيرة من التساؤل والاندهاش لان محتوياته ذات صفة تقنية غير مآلوفة في حركتنا التشكيلية , بل وأقول للحقيقة وللتاريخ أيضآ – بأن أيا من الفنانين العراقيين لم يعرف الفنان تابيس على الاطلاق . وبعد هذا المعرض حدثت تأثيرات لهذا الاسلوب بمواده ومعالجته عند فنانين أخرين ٠
شارك مع أصدقائك