كتبها وهو على فراش الموت
سعدي يوسف شهاب
ليل السبت 12 حزيران
يردد حفيدي شهاب مقولته كل مساء
حين تهدأ غرفته ويكف ضجيج الممرات
” مامن بيت بنيناه يدوم ، والفراشة ما ان تخرج من شرنقتها حتى تموت “
بعد ايام يوارى الثرى
لندن اقرب لي من بيوت الطين في حمدان
معلقة على سعف النخيل
مازالت عذوقها محملة بالرطب
ومازال الفتى سعدي يقطع شارعها
المغبّر في عز الظهيرة .
ماذا تريد ايها الأخضر وقد ذويت
الجزائر بحر لا تسعه السماوات
والبصرة سماء اطبقت على اليم
لن ترتوي بعد هذا النأي بماء شط العرب .
…………………………
في اول الليل زارني امرؤ القيس
وخلفه كان ريتسوس يقرأ معلقة
قفا نبكي …
لماذا البكاء يا صاحبي ؟
الفجر منطلق القصيدة
والذكريات جميلة
أمرها اجمل من ساعة منفى
وانا مثلكم
تائه ربما ، لكني اذكر علامات الطريق
قد نلتقي مرتين
مرة في القصيدة وأخرى عند مصب النهر
هل ادرك السياب قنطرة على نهر بويب
ام ظل في منتصف الطريق
يصحح آخر بيت من قصيدته
انت الغريب على الخليج يوما
وانا الغريب سنوات عمرك كلها يا بدر
هل نلتقي تحت السدر ام تحت النخيل ؟
قريبا سينبلج الفجر
وترحل روحي في هدوء
هل تسقط الراية الحمراء
ام تبقى يدي معلقة بها
ونرحل في سماء الفجر
آه يالوني المفضل
بغداد تمر بخاطري
حمراء هذا الفجر
مثل اليمامة ،
مذعورة ، تحيط صغارها …
يكفي
فقد تعبت من لون الوسادة والشراشف
خلف الستائر ينتظر الأحد
هيا … هيا الى مرعى السماء .