سيدة الأكوان
نرجس عمران سورية
……….
هلتْ بشائُرك أيٌّها الشَّهيد
كم كان حلوًا
مذاقُ دمك في فم التراب ؟!
وأنت يا مَن زرعت أسراً
وحصدت نصرا
فتفتحت أكمام الخلود بكفيك
أيَّها الأسير
ليكن فصلكَ القادم
هو ربيع الرُّجوع إلى بيدر السَّلام
أمي أبي أختي أخي ابني
وما تبقى لي من كلِّي
هيا تهادوا فرحا
فطهر الدُّموع الذي غسلنا به
سواد ليالي القهر
أسفر عن صباحٍ أبيضَ الوجه
يتهالك ظهره
رغدا و رائحة الفرح فاحت من جروح الرُّكام
و أنينِ الخراب
وأخيرا أسدل صبرنا ستارته
على مشهد النَّهاية السَّعيدة
عظيم هو ما يغلي في أرواحنا
من أحاسيس
آن الآن للحق أن يفرد أساريره
في أجسادٍ تحولت إلى قدور
لتطهو السَّعادة وتقدمها في طبق الشِّفاه
وطبق العيون
وطبق قلب يغلي نبضه على صفيح بارد
كلُّها تطفح بهجة وحمدا
أين أنت يا سارقا غدي ؟!
يا مَن حملتَ أمسي بكلِّ تقاسيمه
و تجاعيده
وأسكنته يومي حتى بات آيلا للذكريات
متصدعا بالحنان ممهورا بالأشواق
أحتاج من البوح ثانيةً
وخفقة حتى أزفَ حطام مشاعري عروسا
على فرس القصيد
أحتاج من الصَّمت نظرة ودمعة
كي أزغرد الوجع معلقاتٍ
على جدران العيون
أحتاج من الصَّوت حنجرتي وسماء
كي أختصر عمر انتظار طويل يزداد شبابا
لقد أصبح كلُّه قاب اجتماعين أو أدنى من الكرامة
كلُّه وليد اللحظات القادمة
كلُّه خاتم بإصبح المفاجأت
كلُّه أعجز الدَّهشة عن الإدهاش
لأنه يقين كان مزروعا فينا
سوريتي كيف تضج الحياة في جسدٍ لست قلبا له ؟!
هذا ما أيقنته جغرافيا العرب
فأعادت برمجة التاريخ على نهج البنيان المرصوص
وعاد لنا من أوجاعنا بلسما
على هيئة كرسي في جامعة الدول العربية
فقط نحتاج إلى عقل يفكر خارج الصندوق
وأصابع تتراقص بيادقها
برقةٍ لتصبح ساحات الرقص
كلُّها لنا سورية
كسرتِ أنفةَ العالم مباركٌ لك سيادة الكون .
يا سيدة الأكوان
للشَّهيد الأرض التي شربت دماءك
وأكل ترابها لحمك لن تنجب إلا نصرا من ملامحك ومجدا يحمل Dna الخاص
بكرامتك
وكرمك للأسير يا خطَّا على جبهة العمر
لا تزيده الأيام الإ عمقا لنا
فيك أمل العلا والعلياء ولنا في ألله أمل بعودتك
وسنلتقيك هناك