طفر موانع .. كاظم جماسي

شارك مع أصدقائك

Loading

طفر موانع

كاظم جماسي
موشكون على الهلاك بنظرة، ليست متعجلة، نلقيها على بعض ما مضى من أيامنا.. لم نك ابدا متعجلين حين نمضغ لقمة طعامنا، ولم نك متعجلين حين ندلو برأي في وقائع ومشاهدات تعرض أمامنا، كما لم نك متعجلين حين نرغب بتحقيق رغبة من رغائبنا، كالرغبة في صداقة أحدهم، أو الرغبة في حب إحداهن، أو الرغبة في تصفح كتاب لحيازة خلاصة ما يريد إيصاله مؤلفه ألينا، ويحدث ذات الأمر حين نتجول خارج منازلنا، نتصفح بترو مرأى الشوارع والحدائق والمارة .. كانت تمثلات حواسنا تأتلف متمهلة مع ما تجري به شرايين أجسادنا وأرواحنا معا، فتمسي المتعة ثوابا مستحقا تاما لما بذلناه من توق وتطلع. اليوم، ومكائن الضخ الهادرة المتجبرة ب”تسانوميات” متوحشة من الصورة والمعلومة، كما في أضغاث القبح والزيف و” المونتاج” للواقعة، بل، وعلى وفق موجهات ضغائن دفينة، إختلاق الواقعة بتمامها، ليس لنا من علم بأفانينها الماكرة، نحن الأبرياء العزل من عدة الوسخ الطاغي والمهيمن” المال والسياسة”.. اليوم، وقد تصدر المشهد المرابون بمصائرنا واحتازوا، ليس حقوقنا فحسب، بل كل السكاكين المشحوذة لحز رقابنا أيضا .. اليوم .. ومع كل هذه الشراسة والجهر بها، من دون ذرة من حياء، ليس بوسعنا، في النهاية، سوى أن نرثي إنسانيتنا، إذ اوشكت على زفر أحلامها الأخيرة.
شارك مع أصدقائك