الخطّارون الخطرون
الحلقة الثامنة
علي الامارة
الى وزارة الثقافة ايضا جائزة الابداع .. لا ادري لماذا تكون جائزة الابداع التي تقيمها وزارة الثقافة جائزة غامضة لا نعرف اللجنة المحكمة ولا الاجراءات المتبعة لتدرّج المتقدمين الى الجائزة وكيف يصل الكتاب الى مرتبة الفوز بالجائزة .. ؟ في حين ان هكذا جوائز دائما تتصف بالوضوح والشفافية .. حتى يقتنع المشاركون والمتابعون للمسابقة بالنتائج فكل ادارات الجوائز او اغلبها تعلن عن تفاصيل اجراءاتها والتعامل مع النصوص او الكتب المقدمة لها فهذه جائزة امير الشعراء والبوكر وكتارا وغيرها تعلن عن العدد ومن ثم القائمة الطويلة ومن ثم القائمة القصيرة وصولا الى المركز الاول او المراكز الاولى .. وقد اشتركت انا محكما في مسابقات عدة كنا واضحين ونقول راينا امام الملأ كما حصل مثلا في مسابقة قناة الكوثر عام ٢٠١٦ التي اشترك فيها اكثر من ٨٠ شاعرا من دول عدة وكنا نناقش نحن لجنة التحكيم الثلاثة انا و د رحمن غركان و د عباس الطائي نناقش كل قصيدة امام الشاشة ومن ثم نرفعها درجة اعلى وصولا الى النهائي ولم يعترض علينا اي من المشاركين لأن حججنا كانت مقنعة وموضوعية .. اما عن جائزتنا جائزة الابداع فانا ابارك لكل الفائزين بالجائزة ولكني اتساءل من المحكم وما هي الاجراءات ؟ فلنفترض فرضا ان المحكم احد المتزمتين لقصيدة النثر- وهم كثر- فانه سيبعد كل المشاركات الاخرى عن التنافس وهكذا يفعل المتزمت لقصيدة العمود لذلك يجب اختيار اسماء معروفة ليس عندها عقدة من الاشكال ويعدون كل الاشكال الشعرية شرعية ويقيّمون النص على اساس شعريته بعيدا عن الشكل الشعري خذ مثلا منذر عبد الحر فوزي السعد د ضياء الثامري اجود مجبل ، علي الامارة جمال جاسم امين د سراح محمد د ناهضة عبد الستار د عبد العظيم السلطاني د محمد صابر عبيد د عمر السراي وغيرهم معروف عنهم انهم ينظرون الى شعرية النص فقط .. وهناك اسماء معروفة بتزمتها لشكل واحد وهم معروفون ايضا من قبل وسطنا الادبي فاذا كان المحكم متزمتا لشكل شعري واحد ويرى الاشكال الاخرى غير فاعلة ولا تستحق الجائزة .. فاذا اشترك مثلا مائة مشارك سبعون منهم لم يشتركوا بقصيدة نثر وثلاثون فقط اشتركوا بقصيدة نثر والمحكم يرى ان قصيدة النثر هي قصيدة العصر والاشكال الاخرى عفا عليها الزمن فانه سيعزل السبعين مقدما .. واذا كان متزمتا لقصيدة العمود ويرى انها الاساس والباقي عيال عليها فهو سيبعد العيال بالتاكيد ويقوم بنفس القسوة والاساءة للاشكال الاخرى .. فكلا هذان لا يصلحان للتحكيم وسيقع حيف وعدم انصاف .. ولكن لنفترض ايضا ان المحكّم خطّار خطر استطاع ان يصل الى مركز القرار – كما اسلفنا سابقا- فانه سيبعد حتى قصائد النثر الجميلة ويبحث عن خطّار مثله فينتصر له فيكون هذا الخطار حينها قد ضرب الابداع في صميمه في جائزته .. لذلك فاللجنة المحكمة للشعر يجب ان تكون من ثلاثة محكمين على الاقل وهكذا للاجناس الاخرى .. حتى لا تقع الكتب المقدمة لمزاج واحد وذوق واحد وشكل واحد وثقافة واحدة .. ومن يضمن ان يكون هذا (الواحد) موضوعيا ومنصفا .. وهذا ينطبق على شعر الاطفال وحتى ينطبق على الاجناس الاخرى ومنها النقد لان هذه جائزة دولة فيجب ان تتسع دائرة التحكيم لكي تكون موضوعية ومنصفة اكثر .. ولانها جائزة دولة وليست جهة خاصة اذن فيجب ان تكون واضحة للجميع لان الدولة للجميع..