حوار مع المفكر كاوه الطالباني .. حاورته سريعة سليم حديد

شارك مع أصدقائك

Loading

صناعة مدرسة سياسية تعلم الأجيال كيفية الدفاع عن حقوقهم المشروعة

حوار مع المفكر كاوه الطالباني

سريعة سليم حديد

كاوه محمد أمين, المعروف بـ “كاوه الطالباني”. خريج كلية القانون., عضو في محكمة أحداث كركوك, وناشط في مجال حقوق الإنسان.

بدأ الكتابة في سن الرابعة عشرة من عمره حول المقالات الفلسفية وأول مقال كتبه بعنوان “صرخات الهدوء” ثم توجه إلى كتابة المقالات السياسية, وراح ينشرها في الصحف العراقية المحلية والعالمية وأقام العديد من الندوات في الجامعات العراقية والعربية, تدور موضوعاتها حول قضايا سياسية عدة. ثم توجه الى التأليف في سنة  2012 وأول كتاب طبعه في مصر من قبل دار النهضة العربية بعنوان: “الموازنة السياسية والتوجه نحو إبداع فكري وسياسي جديد”. وله مؤلفات كثيرة في هذا المجال, وتوجد كتبه في الجامعات العراقية وعدد من الجامعات في الوطن العربي. حاصل على شهادة البروفيسور من جامعة يوينايتد كوليج البريطانية.

ــ لكل أديب عالمه الخاص به, وسيرة طفولة كانت التربة الخصبة لنمو ثمرات الإبداع لديه, فما هو عالمك الخاص بالكتابة, وما هي البوادر الأولى الني تحققت لديك؟

ــ منذ الطفولة كانت لدي ثورة على الحياة التقليدية وإيمان بقدرة الإنسان على الإبداع.. وكنت أسعى بشكل دائم إلى البحث عن بناء معالم فكرية تتيح لي معرفة معنى المنطق الحقيقي لتحليل وتجسيد الزمن السياسي ومواكبة العصر وبناء قاعدة متينة, يمكن من خلالها تنمية قدراتي الفكرية والتواصل مع المستجدات بشكل جيد.

بدأت مسيرتي الفكرية مع البحث عن أروع وأجمل الكلمات والمصطلحات التي يمكن من خلالها تزيين  عالمي الخاص وتحديد   المرتكزات للخطوات الفكرية نحو المستقبل بتدرجات مدروسة وخطوات منظمة نحو الإبداع.

ــ قمت بابتكار الكثير من المصطلحات السياسية الجديدة التي لم يتطرق إليها أي مرجع سياسي أكاديمي من قبل, وقمت بتعريفيها وبكيفية الاستعانة بها في حل الأزمات السياسية, حدّثنا عن ذلك باختصار لو سمحت؟.

ــ من معاناة الشعب المسلوب حقوقه وآدميته, ابتكرت تلك المصطلحات لإيجاد المخرج من المسرحية السياسية التي آلت إليها جميع الساحات السياسية وخصوصاً الساحة السياسية في العراق. حيث كان الخداع السياسي الذي بالأساس سلاح القيادات السياسية لغرض الوصول  إلى أهدافهم الشخصية, فقد جسدوا  مفاهيم سياسية بعيدة كل البعد عن واقع الساحة ومعاناة الشعب فمن المستحيل أن تتحول أية ساحة سياسية   من سلطة دكتااتورية مطلقة إلى سلطة تطبق فيها الديمقراطية ومفاهيم حقوق الإنسان, فتوضبح تلك الرؤية للشعب وبيان أن الديمقراطية ليست منحة, وإنما هي تدرجات للوعي السياسي والتوازن داخل الساحة ومنها ابتكرت مصطلحاتي السياسية الجديدة, ومنها مصطلح “الزمن السياسي” و”سياسة الزمن” وهما عنوانان للتناقض مابين واقع الساحة والشعارات السياسية المرفوعة من قبل الأحزاب.

ــ أنت ترنو إلى تحقيق صناعة حياة سياسية جديدة قائمة على أساس العدل والإنصاف, فما هي رؤيتك في هذا؟

ــ بناء عقول سياسية جديدة هي أساس صناعة تلك الحياة وتأسيس مدرسة سياسية تعلم الجيل الجديد الاعتزاز بالنفس وكيفية المشاركة في العملية السياسية دون أن يتجندوا حزبياً وكيفية  الدفاع عن حقوقهم المشروع بالطرق القانونية, وتجسيد الإصرار والانتماء الوطني في دواخلهم هذا الذي أفقدتهم إياه السلطة الدكتاتورية من خلال حرمانهم من أبسط حقوقهم المشروعة, وتعليمهم كيفية التضحية من أجل بناء مجتمع سليم, لأن المجتمع هو أساس صناعة الحياة, وتعليمهم بأنه عليهم تغيير مجرى التاريخ لكي نبدأ بداية إنسانية جديدة ومنه ابتكار قانون جديد للحياة.

ــ نشرت حوالي 247 كتاباً في العديد من الدول العربية: مصر, الأردن, الجزائر, المغرب.. وتعاملت مع أكثر من ثلاثين داراً, فكيف استطعت التوصل إلى هذه النجاحات الغزيرة؟

ــ إن وصولي  إلى المنطق السياسي في كتاباتي, واحتواء جميع الأسس الفكرية وقنوات الأزمات كل هذا كان سبب نجاحي, كما أن إصراري على تقديم رؤى جديدة في كل كتاب, رؤى تنحو نحو الإبداع السياسي, وترويج المصطلحات السياسية الجديدة,  وتفسر واقع الأزمة وسبل معالجتها.

ــ كتابك الذي بعنوان: “صرخات الشعب ومافيا القيادات السياسية” الذي طبع مؤخراً في الأردن يعبر عن الحقائق السياسية والابتعاد عن الشعارات الخيالية والحديث عن الديمقراطية المستوردة وكيفية الوصول إلى أرقى مراتب الوعي السياسي والقانوني.. فما هي الأسس التي اعتمدت عليها في تأليف ذلك الكتاب,, وبالتالي مهَّدت لنظرتك هذه؟

ــ اعتمدت على الواقع السياسي المر الذي يعيش فيه شعبي في العراق, فرأيت أن الميزان السياسي غير متوازن, كذلك رأيت حرمان النخب من العملية السياسية وغير ذلك من العيوب السياسية الكثيرة, كل هذا كان المرجع السياسي لي في كتابي, كما أن محاولة الأحزاب السياسية من تجنيد النخب المستقلة لغرض سد الطريق أمام أي تغيير سياسي وفكري ممكن من خلالها اختراق حلقاتهم الحزبية المغلقة وتدمير حلقة الوصل مابين الشعب والنظام السياسي, فمهمة النخب مهمة كبيرة, فهي تؤسس التوازن السياسي, لذلك يجب تجسيد روح التضحية داخل نفوس النخب, من أجل إعطائها فرصة القيام بدورها الحقيقي في قيادة الشعب نحو اكتساب حقوقه المشروعة على أكمل وجه.

 

شارك مع أصدقائك