همسات
توتي قاسيون
هي : هل تعبث بأصابعها كما كنتَ تعبث بخيوط صبري..؟
هل تلف خصرها حين تقطع بها شارع الليل ومصابيح الطريق تشهد على ضجيج اللهفة في الدماء الناضحة ..، هل تصنع لها عصير الشوق الممزوج بأحماض الرغبة..،؟
تحملها انغام شوبان لأرض معركة تسقط بها مضجرة بالوهم… يأتي الصباح ترتدي بزة اللامبالاة تكنس أعقاب الليل والقُبل المتناثرة.. تمسح بقايا الكحل من مراياك.. تلف جثتها الطازجة بأمنية لقاء قادم.. ثم تطمرها بآلاف المواعيد والارقام والاجتماعات السرية والعلنية.. ثم تتلاشى…هذا الطُعم المقزّز لم يعد يغري أسماك البحيرة.. كلمة أحبكَ، اصبحت رثة وفضفاضة فقد ارتدتها العابرات حتى استهلكت.. اختر طعما آخر ومعجم مزيف.. كلماته تستعمل لمرة واحدة….
هو: أنا المحاط بأسلاكك الشائكة، رأيتِ تحت ردائي حزاماً ناسفاً للأحلام وللحب.. أدرجتني على لائحة الارهابيين.. تفتشين عن أسماء وأرقام وأحلام بعثرها الوقت في جيوب العمر المهترئة.. تراقبين ظهوري وتطاردين أختفائي.. تشمين عطر العابرين فوق معاطف العزلة..
هل يكتظ القلب بكل هؤلاء؟؟
ينبتن كحبوب القمح فوق سنبلة ضئيلة.. هلّا تهدئين.. ارمي برأسك فوق صدري واتركيني احصي مساماتِ جسدكِ.. دعيني أمطرك بوابل من الحمم.. واستكيني.. كي اشكلك كما شكّل الإله حواء.. دعيني انزع عنك ذلك الهوائي الذي يترصد أخطائي ويسجل في لوائح الحزن جميع هزائمي.. أنا لك بكامل الوجع والضياع.. خذيني كما أبدو.. بطهري وعهري طهريني من خطاياي القديمة.. وأعيديني لتقويمكِ الفلكي.. ادفنيني بين الهضاب الغارقات في السحب كي أنمو نخلة لا تشيخ ولا تحطمها الرياح.. انا في يديك كتاب مقدس.. وسنونو يبني أعشاشه تحت سطح سوارك.. لاتقصيني من ذاكرتك.. كي لا أصاب في شتات البحث.. وتطويني الطرق..