الخطارون و أنواعهم ٥ -الخطارون المتطورون
علي الأمارة
وهؤلاء هم الذين تطورت خواطرهم مع الزمن فلامست حدود قصيدة النثر وهم في الغالب لا يعرفون الاوزان الشعرية فشجعهم عدم وجود وزن وقافية في قصيدة النثر فدخلوا اليها من باب الخاطرة .. ولكن نسجل لهم انهم لم يبقوا عند حدود خواطرهم او بداياتهم بل جاهدوا من اجل ان يطورا نصهم النثري ليكون قريبا من قصيدة النثر فاذا كان نصهم القديم قد غلبت عليه الخواطر فان نصوصهم الجديدة حملت من شعرية قصيدة النثر اكثر مما بها من صفات الخاطرة ولكنهم في الغالب يضيّعون جهدهم الشعري في النص بما تفرضه عليهم الخواطر من ارضية غير شعرية في النص لأن هؤلاء غلب عليهم التطبع لا الطبع .. فهم غير موهوبين بالمعنى الحقيقي لكلمة موهبة ولكنهم كافحوا داخل النص بوعيهم وثقافتهم الشعرية التي اكتسبوها من خلال تواصلهم مع التجارب الحقيقية وتفاعلهم مع الاخر الشعري فليس عندهم الهام شعري وانما قدرتهم على التفاعل مع التجارب الشعرية كبيرة مما جعل بعض نصوصهم تحسب على قصيدة النثر بل استطاعوا ان يغروا بعض النقاد بالكتابة عنهم ولا سيما النقاد الذين لا يعيرون للموهبة اعتبارا ولا يعرفون درجة الاتقاد الشعري في النص .. على كل حال فهؤلاء قد انتصروا في نصهم الشعري وعبروا به احيانا الى اكثر من خمسين بالمئة من المقبولية .. لانهم وجدوا في قصيدة النثر منفذا الى عالم الشعر سواء حققوا فيه شعرية او لا ..شفيعهم في ذلك انهم يسيرون في طريق قصيدة النثر غير المعروفة ضوابطها عند الكثيرين