دالغة / البلاد النائمة
برهان المفتي
……….
أطول عملية إحماء بالتاريخ، عملية أستمرتْ عشرين سنة، بهذه السنوات ماكو عضلة بجسم الفساد ما أستفادت من الإحماء ولا أكو فقرة بجسم الفاسد ما شافت مساج وتزييت وطبطبة إلى أنْ وصلنا إلى حالة إستعداد للتنفيذ.
بحالة الإحماء هذه كانت فيها سيناريوهات مختلفة لكل حالات الفساد، ترى هذني مو حقيقية بس هي سيناريوهات أخاف باچر وعگبة من يجد الجد وباللعبة تصير مواقف متشابهة حتى نعرف شلون نتصرف، ماكو فكرة بوگ وسرقة ما جربوها، بدوها بملايين وبعدين صارت الملايين كرزات على مائدة الفساد من يتناقشون سيناريوهات المليارات، وهسة صاروا على أستعداد مادي ومعنوي لتطبيق كل إللي أتعلموها في السيناريوهات في الواقع العملي.
ودتسمعون بخطة 2050، وأن البلاد راح تگوم من نومتها بهاي السنة بعد ما يجيلها الفارس والأمير إللي راح يبوس البلاد من گصتها بحسب قصة الأميرة النائمة، بوسة بالگصة وكلمن يرضى بالحصة، بهاي السنة راح تتحقق نبوءة (الوطن باسم سعيد) إللي نسمعها بأغنية حاسبينك.. الجماعة شادين حيلهم وكل واحد يگول آني الأمير، وإذا مو هو يلحگ راح يكون أبنه هو الأمير المنتظر إللي الكل أتفقوا على أن يكون هو الكابتن بعد عشرين سنة إحماء وضربات كلها بالأوت.
الشغلة تماماً مثل واحد خبص آخوه الچبير حتى يروح وياه للسينما، ومن طفتْ الإنارة بالسينما الولد نام وما شاف ولا لقطة من الفلم، وبنهاية آخر لقطة رجعتْ إضاءة السينما والولد گعد وسأل أخوه “وين رايحين وبعد الفلم ما بادي.. وين الفلم؟” هناك الأخ عرف أن الولد إللي خبصه بچي حتى ياخذه للسينما يشوف الفلم كان نايم، ويشبعه راشديات وچلاليق من باب السينما للبيت.. الجماعة همين هيچ، خبصوا العالم بچي، وتالي ناموا عشرين سنة بس اللاعبين المهمين إللي گلبهم عالبلاد ما شافوا نوم، دخلوا بقاعات تدريب على إحماء حتى يديمون الزخم وينطلقون بقوة مليارية لسنة 2050، هم چم لاعب نفسهم من عشرين سنة، كلما يتعبون ياخذون منشطات مليارية مسموح بيها دستوريا، بس هم يعرفون شلون ياخذوها، چم لاعب لا بيّن عليهم الملل ولا هبوط باللياقة رغم الهبوط بالكرش، هاي كلها علمود الأميرة النايمة إللي هي البلاد وكلها تدريب على طريقة البوسة حتى تصحى الأميرة، لأن مو چفتة تجي عبالك ما شايف وترمي نفسك عالأميرة وتملخها بوس، لا أطبخ بوستك على كيفك وحضرها بخمطات مليارية، انت داخل على أميرة مو على مسكينة فوگ حصيرة.
المشكلة أن معظم الناس إللي حضروا للمعلب من عشرين سنة وصفگوا للواعيب وهم يسوون الإحماء راح يتسرحون من القوة والقدر في سنة 2050 وما يعرفون جاهم الأمير وگعدت البلاد من نومتها لو لا، والناس إللي راح يكونون بالملعب گدام الشاشة الچبيرة إللي راح تنعرض عليه لعبة أو فلم الأمير وهو يبوس البلاد كلهم هذول ما شافوا بداية الفلم ولا بداية اللعبة، وما يعرفون شنو السيناريوهات وليش الأميرة نايمة ومنو هذا الأمير وشنو سحر هاي البوسة، المهم الكل راح يشوفون هذا الأمير د يورع هدايا بكيس مكتوب عليها حصة لچم واحد داير ما داير الأمير، أكياس مبين مليانة مليارات من ثگلها، وهناك هذولة الگاعدين بالمعلب أمام الشاشة يتذكرون أن أبهاتهم وأبائهم همين كانت عدهم حصة.. حصة قتلتهم قهر من البلاد إللي تنطي نفسها بسخاء لكل فاسد بس المهم لابس قناع الأمير حتى لو ريحة بوسته نتنة، ويترس الگصة تفال من يبوس.