الموسيقار مارسيل خليفة يُحيى حفلاً موسيقياً وغنائيا باذخاً على مسرح الأوبرا-سيدني-
لمناسبة ذكرى مرور 50 عاما على تأسيسه
شهدت أكبر قاعات الأوبرا اليوم الاثنين الموافق 6-2-2023، حفلاً موسيقياً وغنائياً أحياه الموسيقار اللبناني مارسيل خليفة وبمشاركة عازف البيانو رامي خليفة، بحضور جماهيري كاسح ، غصّت به مدرجات القاعة ، من مختلف الجاليات العربية الاسترالية.
بدأ الحفل بعزف مقطوعة موسيقة جميلة تناغم فيها العود مع البيانو في أداء موسيقي رائع ، وبعدها غنى خليفة قصيدة مُلحنة جديدا للشاعر محمود درويش بعنوان ” طار الحمام ، حطّ الحمام “، نالت استحسان الجمهور ، وجاء دور التجربة اللحنية الجديدة في أغنية الشاعر وديع سعادة ، الذي قدّمه مارسيل بكل حب للجمهور، و احتفى بقامته، والنص بعنوان” أمي ” الذي برع في تلحينها خليفة ،ونقلنا فيها الى عمق وفهم تناول الملحن لنص نثري غير غنائي ،وكانت موسيقا الاغنية تترجم دفق الشعر في النص الشعري ، حيث ان المتلقي استمع الى نوع آخر من التلحين الطربي والحماسي ، وهذا ما ادركه مارسيل خليفة ، طالبا من الجمهور ترك التصوير والإنصات فقط ، وعياً منه بأن هذا النص يحتاج الى ملكة الإنصات والتأمل والإستمتاع النفسي الداخلي ، وهذا ما ترجماه خليفة الأب والابن في هارموني مذهل لانتاج موسيقى حوارية بين العازفين، بين البيانو الذي شعرنا برشات نقاط الماء وحنو الأم ، من خلال العزف المبهر لفادي خليفة ، والشجن العالي لمارسيل وهو يغرد بألة العود . شخصياً أرى ان نجاح خليفة في تلحين نص نثري ثانٍ لوديع سعادة ، سيوسع من تجربة خليفة في الإشتغال الموسيقى في تجارب شعرية تأميلية أخرى لشعراء آخرين .
وبعدها عاد مارسيل لغناء قصائد درويش الشهيرة ومنها ” منتصب القامة امشي ، وريتا ” التي تفاعل معها الجمهور حسياً وطربيا ووطنيّاً
وكان للوفاء عنوانً، إذ عزف خليفة مقطوعة موسيقة رثاء لصديقه الذي رحل قبل يومين ، ” جميل منصور” ، والذي لم تكن في برنامج الحفل ، ولكن خليفة أبى إلا ان يكون وفيّاً لصديقه ، وهي التفاتة جمالية واخلاقية وانسانية ..
وكان لخليفة الابن أداء شاعري في لوحة موسيقة عن تجربة طفل لبناني عانى من الحرب الأهلية اللبنانية، ولكل الاطفال في العالم الذين عانوا من الحروب ، وكيف انتقلوا الى حياة آ منة يعرفون فيها السلام والبحر والمحيط ، كانت معزوفة مذهلة في ترجمتها للمشاعر الإنسانية الطفولية وهي تشهد الحروب والظلمة والموت ودوي الإنفجارات ..
ليلة باذخة في جمالها الموسيقي والغنائي ، في الحضور ، في النظام الصوتي والضوئي ، في تنظيم القائمين على هذا الحدث الفني الكبير.
محبة عالية لقامة مارسيل المتواضع الكبير ، ورامي خليفة الأبن العازف الذي لقن ذائقتي درساّ في فنون الإصغاء الى الموسيقى العالية التذوق .