دالغة  / العلبة الجميلة .. برهان المفتي

شارك مع أصدقائك

Loading

دالغة  / العلبة الجميلة

برهان المفتي

عالم اليوم بيع وشراء وتجارة بكل شي، والنجاح يعتمد على الخداع وتسويق الوهم

……………….

أكو شغلة في التسويق المخادع وهي الإهتمام بالتغليف والأشياء إللي تجذب المتسوق، مثلاً يخلي صورة حلوة أو لون حلو للعلبة أو الكارتونة أو إسم حلو للمنتج، ومن تفتح العلبة أو  الكارتونة تتفاجأ بالخدعة مع عبارة : الإعلان على العلبة قد يختلف عن المنتج… وهذه العبارة تكون مطبوعة بحروف كلش زغيرة  أزغر من الحروف المكتوبة بيها أضرار الأدوية مع كل علبة دواء بحيث ولا واحد يقراها، بس يخلونها للتهرب من المسائلة القانونية في حال أكو قانون. وهسة هذا الماشي بكل المجالات في عالم اليوم لأن هسة نعيش التربح من أي شي وبأي طريقة. يجيك واحد يقدم مشروعه للبناء والإصلاح في علبة حلوة ومزخرفة بحروف الشعارات الثورية والنزاهة ومكافحة الفساد.. تشتري المشروع منه وتسرع تريد تفتح العلبة حتى تزيد فرحتك.. وتالي تحس نفسك مخدوع بس تكابر وي نفسك وتگول ممكن أستفاد من العلبة الحلوة بحسب  تقليد متوارث في العائلة من أيام علبة ماكنتوش من كانت تتحول إلى علبة خياطة لماما وعلبة رسائل الغرام للبنت الكبيرة، وعلبة حليب نيدو حين كانت تتحول إلى علبة دعابل للولد أو علبة درنفيسات  وچاكوج وچلابتين لأبو البيت إللي يحب ياخذ دور أبو العرّيف بكل أمور البيت وهو لا يعرف الفرق بين الدرنفيس المربع والعادي ولا بين البلاستر وتيب الكهرباء.

نشوف في جامخانة الإصلاح والنزاهة أكو علبة حلوة مكتوب عليها حجز أموال الفاسد الهارب الفلاني وهناك المزيد من التفاصيل داخل العلبة.. تگول وي نفسك خوش علبة خلي أخذها.. تالي تظل ساعة ما تعرف شلون تفتح العلبة، هسة لا بيك تستخدم القوة المفرطة في فتح العلبة ولا أنت من الذين يعرفون شكو جوة القبغ والشرشف، ولا تريد تخرب العلبة الحلوة إللي دفعت في شرائها مو بس مبالغ بل وحتى جرت دمايات بين الراغبين بالشراء بسبب البوكسات والضرب وتمالخ لأن العدد محدود حتى لو عارضيها بالجامخانة والبايع ينطيها إلك ومسويها منية ويگول لك ترى أنت محظوظ لأن حصلت على آخر علبة.

نفس الشي بس بطريقة أخرى في عالم السوشيال ميديا وخاصة اليوتيوب ، أكو ناس شغلتها نشر الوهم والتفنن في أساليب الخداع لزيادة دقائق المشاهدة وإصطياد المشاهدين لرفع عدد المشاهدات وإللي هو مهم جداً لجعل اليوتيوب مهنة وإللي نسميها يوتيوبر.

يجي اليوتيوبر ويختار عنوان يستهدف فضول المشاهد، ويخلي صورة صادمة لجذب عيون إللي يبحثون في اليوتيوب، ومن تفتح الرابط يجيك يوتيوبر يحچي دقيقتين بالقليل بدون ما يدخل بالموضوع ويناور لكسب الوقت ويروح يلوف من كذا لوفة مثل أيام تاكسيات العداد وبعدين يدخلك للشارع إللي تريده ..عالم اليوم عالم البيع والشراء والتجارة بكل شي.. والنجاح في هذا العالم يعتمد على الخداع وتسويق الوهم والإهتمام بإللي تشوفه العين مو إللي جوة البطانية واللحاف وخاصة من ينطفي الضوة.. فكل الأمور نفسها في الظلام.

وحتى نعرف الحقيقة يرادلنا أشوي گلب قوي من نشوف علبة جميلة تنادينا أو بائع صوته حلو ويغني من يبيع بضاعته، لأن هاي كلها گشور وأغلفة عن أشياء ما يريدون نعرفها ومغطينها، ونفس الشي لازم ما نصدگ العناوين إللي تعرف وين تدگ بينا، ولا الصور الصادمة، ولازم يصير عدنا وسيلة نعرف شكو جوة وخلف هذه العناوين والأغلفة، وحتى تصير عدنا هاي الوسيلة كل واحد بينا يحتاج إلى غربلة إللي تشوفه عينه وتسمعه أذنه، وكل واحد يعرف شلون يمسح الفلاتر الأخبارية والإعلامية.. لأن هذه الفلاتر هي لصيد المغفلين وخداع الغشمة..مثل واحد شاف إعلان وراد يشتري شي يكبر الشيسمونه مالته خلال ثواني بدون لا حباية ولا دوا.. دفع المبلغ وأنتظر يوصل الأوردر.. وصل الاوردر أكسبريس. فتح العلبة الجميلة بألوانها وصورها الحمراء.. كانت داخل العلبة عدسة مكبرة أم اليدة.. مع ورقة تگول: أنظر إلى الشيسمونه مالتك من خلال هذه العدسة.. وستراها كم هي كبيرة !

وهكذا ضاعت فلوسنا بين خدعة البائعين وبين مكابرتنا بأن ماكو واحد يگدر يخدعنا، بس إحنا د نشتري بمزاجنا.. مثل  هذا أبو العدسة المكبرة صار يستخدم العدسة في قراءة سبتاتيل الشاشات والأخبار  وهو يگول بصوت مسموع حتى يسمعه مرته بالمطبخ  “يا به شگد أفتهم من أشتريت هاي العدسة” !

شارك مع أصدقائك