الفيسبوك.. ضياعٌ في فضائه الازرق!
سمير قاسم…
مُتهمٌ افتراضيّ ازرق، قد يعكر صفو حياةٍ هادئةٍ ويُضيف لاخرى سعادةٍ مجانيّة، من خلف شاشته يتجرأ الكثيرون على تفريغ شرورهم المكبوت وكأنهم يتخلصون في عالمه الافتراضي من شخصياتهم الرزينة والمتحفظة باعتباره من أكثر منصات التواصل الاجتماعي استخداماً في العالم وأداة عظيمة للتواصل، وهذا في الحقيقة سبب أساسي يجعل من الإقلاع عن الفيسبوك خياراُ ليس سهلاً، حيث يربط بفضاءه الازرق ما بين مليارات الأشخاص ويسمح لهم بمشاركة الأفكار والأخبار والتفاعل مع الآخرين ولكن، بالرغم مما يحمله من فوائد عديدة، فإن الاستخدام السيئ قد يكون له تأثيرات سلبية خطيرة على الأفراد والمجتمع ولها اشكالاً متنوعة وضارة جداً بتوجيه العقل الجمعي، حيث نجد أن هناك عدة طرق يمكن أن يكون فيها بركاناً افتراضياً حارقاً، مثلاً نشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة حيث يؤثر انتشار الأخبار غير الموثوقة على وعي المجتمع وقد يؤدي إلى خلق الذعر أو التلاعب بالرأي العام، وكذلك قضية التنمر الإلكتروني والمضايقات التي يعاني منها كثير من المستخدمين، خصوصًا الأطفال والمراهقين الحلقة الاضعف في ضحايا التنمر الإلكتروني، وهو ما قد يؤدي إلى مشاكل نفسية خطيرة مثل الاكتئاب والانطواء، وبالنسبة لمشكلة إدمان وسائل التواصل الاجتماعي فأن الاستخدام المفرط للفيسبوك يؤدي إلى إضاعة الوقت وتقليل الإنتاجية، وبذلك يؤثر على الحياة الشخصية والمهنية. وبين هذا وذاك تتسيّد كارثة انتهاك الخصوصية وسرقة البيانات ومشاركة المعلومات الشخصية دون وعي يمكن أن يجعل المستخدمين عرضة للاختراق الإلكتروني أو الابتزاز، وهو ما يعرض العلاقات الاجتماعية للتاثير السلبي وقد يؤدي قضاء وقت طويل على فيسبوك إلى ضعف التواصل الفعلي بين الأفراد، مما يضعف العلاقات الأسرية والاجتماعية. اما منصات الترويج للعنف والكراهية ففي هذا الفضاء الازرق جماعات تستغل المنصة لنشر خطاب الكراهية والتطرف، مما قد يؤدي إلى زيادة العنف والتفرقة في المجتمع، وبالتالي فأن التأثير على الأمن الشخصي وسلامة الانسان سوف تكون تحت رحمة مختلّ وكيبورد. ولو جئنا الى كيفيّة تجنب تأثيراته السلبية فيمكن القول بأن استخدام الفيسبوك بوعي ونضج عقليّ وتثقيف الناس بتجنب مشاركة المعلومات الشخصية الحساسة والتحقق من صحة الأخبار قبل نشرها، يساهم كثيراً بالحصانة وايضاً تقنين وقت الاستخدام من خلال تحديد وقت معين لاستخدام الفيسبوك لتجنب الإدمان، والاهم من ذلك كله تعزيز الأمان والخصوصية عبر ضبط إعدادات الخصوصية لحماية البيانات الشخصية من الاختراق، وتفعيل التفاعل الإيجابي من خلال تجنب النقاشات السلبية والمحتوى الذي يروج للكراهية، اذن نستشف من ذلك كله بأن الفيسبوك وفضاءه الازرق يمكن أن يكون أداة قوية للتواصل وتبادل المعرفة، لكنه قد يصبح ضارًا إذا أُسيء استخدامه، لذا من الضروري أن يكون المستخدمون واعين بالمخاطر المحتملة وأن يتبعوا سلوكيات مسؤولة لحماية أنفسهم والمجتمع من التأثيرات السلبية.