ليس للمساء إخوة – 1.. الشاعر وديع سعادة

شارك مع أصدقائك

Loading

 

 

 

 

 

ليس للمساء إخوة

 

( 1981 )

 

خُطّ باليد ووُزّع باليد أوائل 1973

 

 

 

ليس للمساء إخوة – 1

(1968)

 

 

I

 

في هذه القرية

تُنسى أقحواناتُ المساء

مرتجفةً وراء الأبواب.

في هذه القرية التي تستيقظ

لتشرب المطر

انكسرتْ في يدي زجاجةُ العالم.

II

 

هذه المياه

تَفتحُ أقنيةَ الليل في الجسد.

هذه المياه وهذه المراكب

نقودُ عميانٍ

نسوا أنفسَهم على أرصفة الضوء

ونسوا

أن يرفعوا شبكة العمر.

III

ستخرجون بقميصٍ صارخٍ  لتقابلوا اعتزالاتكم.

في الليل أو في النهار

ستخرجون

وعلى حدةٍ يقابل كلُّ واحد اعتزالاتِه

ينقّب طويلاً في الحقول

ولا يجد كنز حياته

في الليل أو في النهار

ستثقب المحيطاتُ بدلاتِكم

وتبحثون عبثًا عن إبرة الشمس.

IV

 

إعرفْ أنّك لن تجعل من الشمس حبيبةً

وإنْ كنتَ في رداءٍ كثيرِ الثقوب

وأنّك

حين تَدلفُ فوق ساقية الروح ببطء

ستكون الماءَ الضائع

وحين ترصف أنفاسَك في الفضاء قضبانًا كثيرة الذكريات.

أنت

ولو كانت لك نجمةٌ صغيرة

ولو فتحَ الليلُ أحيانًا حياتَهُ

لأعواد ثقابك

ستأخذ غيرَ الضوء طريقًا

وتطلُّ في وقت غير مناسب على نافذة العالم.

 

V

 

فراشةُ الحُبّ تطير بعيدًا

وعطلةٌ قصيرة على كفّها

لكنَّ يدي أضاعت مفاتيحَها.

أتدلَّى

فوق سور الأسماء

وغيمةٌ تشبه اليد

ترفع  لي قميصَ الشتاء.

VI

بعيدًا عن السقوف الحميمة

جميعُ الأمطار لا تغسل مظلاتنا

والنهاراتُ الناسية مظلَّتَها في يد الليل

تقذف بنفسها من مطلقِ نافذة

لتستخرج خاتمَ نومها.

VII

من كلِّ محطةٍ في الأرض

العرباتُ مقبلة

كأسماء واضحة في ملفّات التعاسة،

والنهار

سوق المرايا

جدرانٌ مزهرة أكثر ممّا ينبغي

والعيونُ غيوم

سقطتْ.

VIII

 

في يدكَ تنمو شرايينُ الذهول

وتغترب

يدكَ التي تلوّح للمارّة

كالرسائل.

IX

 

مع أنّ وعاءَ الصمتِ هو الوحيدُ يلمعُ بيننا

أعرفكَ أيّها العالم

أيّها العجوز القميء في صحن ذاكرتي.

وإنّي، إذ أتقدّم بخطى مبعثرة

إلى أبواب مودّتك المقفلة،

لا أكون ناسيًا أنّ المفاتيح

التي نعثرُ عليها في أشواقنا

هي المفاتيح الخطأ.

أعرفُ أية مجارٍ من التأسف

أيامُكَ

مع أنّ كلّ شيء مضى الآن

ولم يعد يتدلّى بيننا

غيرُ عشبة الماضي الجافّة.

X

إنّها محاولةُ الدخول في عنق الحُبّ

الذي يندلق خارج فمي

أو التقاطُ نجمةٍ

كساعةٍ مخرَّبة في صندوق الأمل

ثم الوقوف

والالتفاتُ نحو

مزرعةٍ شحيحةِ البصر

تعبر فيها الفصول

بقليلٍ من التعاسة.

 

XI

 

بينما كنتَ تعبر أمكنةً واسعة

كان ثمّةَ شيء يشبه الحُبّ

يتذكّركَ

أمّا الآن

وقد قطعتَ شوارعَ غير مدثَّرة

وودّعتَ أرصفةً كثيرة

فالأمل

الذي أراد التحدّثَ إليكَ عند كلّ خطوة

يكفّ عن النداء.

أنتَ

يا من حسبَ أنَّه عبرَ كلّ الاشياء

جلستَ وقتًا أطول

في مقهى الماضي.

 

XII

 

ينبغي الإعترافُ بأنّ الأيّام

ترسو كضفادع ميّتةٍ

وتجعلُ الابتساماتِ موجعةً

أمام البحيرات،

وأنّ المحبّة

ملحٌ أزرق

ملحٌ يسقطُ الآن وحيدًا

وأزرق.

XIII

إذنْ

رأيتُ نفسي

كمعطفٍ مثقلٍ بأوحال النهار

أقفُ أمام صبّاغ المساء

المقفل.

 

شارك مع أصدقائك