- كاتب ومحاور ادبى وروائى مصرى
الثقافة بتصوري واعتقادي أنها الوحيدة على صنع وحدة بين الأوطان, الثقافة هى الأمن القومي الفكرى الأهم بالنسبة للأوطان، هى السياج الأمن لصد ومجابهة كل التحديات والمتغيرات التى تهب رياحها المخطط لها من مئات الأعوام من أجل إختراق وزعزعة الهوية الثقافية العربية، بلا هوية نتحول إلى ما يشبه عرائس الماريونيت يتلاعبون بنا ويمتلكون مقداراتنا، انطلاقا من هذا فعلينا كتاب ومفكرين ومثقفين فى شتي البلدان العربية مد الجسور والتواصل بشكل فعال وهذا بالتأكيد يحتاج إلى ملتقيات فكرية من الممكن أن تتم عبر الوسائط الالكترونيه ونقاش جاد حول القضايا الثقافية وكيفية إعادة الوعي للموروث الثقافي والفكري والعقائدي والتاريخ حتى تعود هويتنا الثقافية إلي ريادتها وأن تكون هى البصمة الخاصة ببلداننا وتبعد بنا عن التقليد الأعمي دون تبصر بمغبة الأمور، من هنا ومن هذا المنبر أدعو كل مثقفي العرب المقيمين بأوطانهم أو خارجها لتبني فكرة الجسر الثقافي والدعوة لإقامة مجلس أعلي للثقافة العربية، يفتح الحدود أمام كل الإصدارات بحيث ما يصدر بالمغرب يكون متاحا بذات الوقت فى كل البلدان، وأن تدعم المؤسسات الثقافية حكومية وخاصة الكتاب ليكون فى متناول الجميع وأن تعقد جلسات نقاشية جادة لبحث الشأن الثقافي ووضع أسس قوية لضمان ريادة ومسيرة ثقافية رائدة وقوية ورادعة لكل محاولات العبث بها، أتمنى أن اجد تلبية لدعوتي إن كنا نهدف لبقائنا على الخريطة الثقافية مؤثرين وليس متأثرين.
..ولكى نحقق وجود ثقافة قوية علينا بإتباع بعض الأمور.
1= وضع سياسات ثقافية طويلة المدى لا تتغير بتغير المسئول أو متغيرات تسلب منها وما يضاف إليها هو المتغير الذى يضيف لها.
2= وجود لجان قراءة لأصحاب ضمائر وفكر يجيزون الأعمال الهادفة التى تدفع إلى إعمال العقل وبالتالى يتحول القارئ إلى شخص إيجابي يتفاعل ويشارك فى قضايا مجتمعه.
3= وجود نقد قوى وبناء يأخذ بمسار الثقافة إلى جادة الطريق بلا مجاملات أو رفع شأن أسماء بعينها.
4= نبذ وبكل قوة نظام الشللية والعلاقات والمصالح.
5= وجود إعلام بكل صوره حيادي يبرز الحالة الثقافية بلا محباه أو الطنطة لأمر دون أمر أخرى ويكون شريكا فاعلا قويا فى الحياة الثقافية.
6= لابد من وجود عادلة بتوزيع الثقافة على كل ربوع الأوطان قاصيها ودانيها، لكل مواطن حق ونصيب من الثقافة.
7= عقد موائد مستديرة على فترات تجمع بين رجالات ثقافية على قدر عال من الوعي بالمسئولية الثقافية لمراجعة الشأن الثقافي بشكل دائم لترسيخ الأمور الإيجابية وكشف التمور السلبية وكيفية معالجتها.
أتمنى أن تجد رسالتى هذه صدى لدى كل مثقفي البلدان العربية، إن فرطنا بهويتنا فقد فرطنا ببلدانا.