ترجمة : ماهر البطوطي
من القصائد الطويلة في ديوان “أوراق العشب” لشاعر الشعب الأمريكي والت ويتمان . أضع هنا قسمين من القصيدة التي تتكون من 13 قسما على أن أوالي نشر الباقي تباعا إن شاء الله .وقد تميز ويتمان بشهيته التي لا تحدها حدود للمعرفة في كل صورها ، حين أخذ يطالع في علوم متعددة ، فانعكست معلوماته عن تلك العلوم في شعره ، خاصة علوم السلالات والجغرافيا والتطور البشري واللغات ، وقرأ عن الأفكار الكونية وعن الشعوب في القارات المختلفة والمدن والبحار والجبال . وتبدت تلك المعلومات في كثير من قصائده ، بطريقته الفريدة في ذكر الأسماء وتعديدها بالتفصيل . ويبدو ذلك في القصيدة أدناه ، التي جعل عنوانها باللغة الفرنسية .Salut au Monde سلاما أيها العالَم (1-13 )
….
1
آهٍ ، خذ بيدي يا والت ويتمان !
مثل هذه الروائع تترى !
مثل هذه المناظر والأصوات !
مثل هذه الروابط المتصلة التي لا تنتهي
كلٌ منها معكوف على الآخر ،
كل منها يشعر بالحب نحو الآخرين ،
كل منها يشاطر الآخرين الأرض .
* ما الذي يتمدد بداخلك يا والت ويتمان ؟
ما الأمواج وما الأراضي ؟
ما الذي يصّاعد ؟
ماذا هنا من الأشخاص والمدن ؟
من هم الأطفال ، بعضهم يلعبون ، وبعضهم ينامون ؟
من هنّ الفتيات ؟
من هنّ النسوة المتزوجات ؟
من هم جماعات الشيوخ
يسيرون الهوينى
وأذرعتهم تطوق أعناق الآخرين ؟
ماذا هنا من أنهار ؟
ماذا هنا من غاباتٍ وفاكهة ؟
ما اسم هذه الجبال
التي تعلو شامخات وسط الضباب ؟
ما هذه الآلاف من المساكن ؟
عامرة بساكنيها ؟
….
2
في داخلي
تتمدد خطوط عرضٍ
وتتطاول خطوط طولٍ
آسيا ، افريقيا ، أوروبا ،
الى الشرق وأمريكا تختص بالغرب ،
وينساب خط الاستواء الحار
ملتفا على محيط الأرض الشاسع
والشمال والجنوب ،
يا للعجب يشكلان طرفيْ المحور .
وفى داخلي
يكمن أكثر الأيام طولا
وتدور الشمس
فتحمل لي خواتم
ولا تغرب شهورا عدة
وتمتد شمس منتصف الليل
في داخلي
وتطلعُ في الأفق
كيما تعودُ الى الانحسار .
قي داخلي ثمة مقاطعات ،
بحور ، شلالات ،
غابات ، براكين ، وعدة جزر :
ماليزيا ، بولونيزيا ، وجزر الهند الغربية الكبرى