قصص قصيرة … د. ابراهيم الغبيش

شارك مع أصدقائك

Loading

 د. ابراهيم الغبيش

 طبيب، روائي وقاصّ فلسطيني.

 

حانة العم سام/

– أطلقتم الرصاص؟!
هل قتلتم أحدًا؟!
– كنا ندافع عن أنفسنا، لم نقتل أحدًا.
يقولون أنهم لم يقتلوا أحدًا!
لم يوغلوا في الدم.
حينما يغرقون في الكحول،
يقولونَ قتلنا.
ما أكثرَ ما قتلنا!
– تمت –

موت على الهامش/ قصة قصيرة من مجموعة أيوب في حيرته.

الحافلة الكبيرة، والقادمة مضاءة بالكامل.
سائق متقدم بالعمر، أسود البشرة.
كنا ثلاثة عشر شخصًا مع السائق، خمس نساء وطفل صغير في حضن أمه، وسبعة رجال.
سيدتان ذاتا بشرة سوداء، واثنتان تضعان غطاءً للرأس، وأربعة رجال متقدمين في العمر.
كنت أجلس في مقعد وسيط، وحدي . الوقت متأخر
أعيش مع والدي في بيت صغير في منطقة ريفية بجانب المدينة التي اعمل بها. أمي توفيت منذ زمن، أعيش أنا ووالدي فقط.
اتصل أبي على الخلوي وطلب أن احضر خبزاً فقط. كيس الخبز في حضني
اتصلت بوالدي وأخبرته أن الحافلة خرجت من المدينة وأنني أقترب من منطقة بيتنا.
إضاءة قوية سطعت أمام الحافلة. توقفت الحافلة.
مجموعة من المسلحين بزي عسكري موحد. شرطة؟ عساكر؟ لصوص؟متطرفون؟ أعداء؟
صعد بعضهم إلى الحافلة وطلبوا من الجميع النزول. نزلنا ورفعنا أيدينا
ربما يطلبون الهويات، الجنسية، اللون، الدين، الـ.. الـ..الـ..
كنت على اتصال بأبي، التلفون الخلوي كان مفتوحاً.
– لم يطلبوا شيئاً
و….
– أبي، لقد أطلقوا رصاصاً..
كيس الخبز عند قدمي
– أبي.. أبي،
لقد قتلوني.

اليوم التالي/ قصة قصيرة من مجموعة أيوب في حيرته

كان يوماً طويلاً وصعباً.
ثلاثة وعشرون رجلاً، يقفون مقابل السفارة.
لم يكن أحد منهم يحمل سلاحاً.
جواز سفر وأوراق.
خرج ثلاثة مسلحين من السفارة وأطلقوا رصاصاً من مدافع رشاشة،
بركة دماء في دقائق.
أقفل باب السفارة الكبير.
عمال النظافة أخفوا كل شيء،
الجثث وجوازات السفر والأوراق.. وغسلوا طويلاً الدماء.
ثلاث وعشرون امرأة، وستون طفلاً،
واثنان وأربعون من كبار السن، نساءً ورجالاً.
دخلوا المعبد، جثوا على ركبهم،
أخذوا يئنون يئنون.
الأطفال وحدهم كانوا يبكون ببطء، تعالى كل شيء حتى جاء الكاهن.
سلم على الجميع، الدموع تملئ عينيه.
رفع يديه إلى الأعلى.
ساد وجومٌ في القاعة،
حتى الأطفال كفوا عن البكاء.
– انتظِروا..
انتظِروا..
انتظِروا اليوم التالي.

انصرف الجميع بتثاقل.
أمطرت السماء ليلاً، توقف المطر فجر اليوم التالي.
صباح اليوم التالي،
الكلاب الشاردة تعوي،
والقطط تموء، تبحث عن بقايا طعام.
فقط فراشات ملونة في الحقول المجاورة
اعتقد الأطفال أنها ستقول شيئاً،
ولم تقُل.

– تمت –

 

شارك مع أصدقائك