نسيتُ بكَ الأمس يا غدي
وحُمىّ كجمرٍ براسي
حماماتُ قلبي تطير تسابقُ للموعدِ
وقفتُ أتابعه
حطّ كصقرٍ يرقبُ كلَّ الوجوهِ يبحث عني
خشيتُ ان يسمعَ الكلُّ طبولاً تُدقّ
بصدري لو دنوتُ قليلاً أرحّبُ أو مددتُ
يدي
سمرةُ الأرضِ وملحُ الجنوبِ
يشعُّ من النظرةِ الموقدِ
قال خذي كلَّ تلك الهموم وجنوني الكتوم
فإن راقَكِ حبيَ فلتسعدي
رسمتُكِ طائرةَ ورقٍ اتابعها كل يومٍ بخيطٍ
طويلٍ يطوّقُ خصرَ هذا الوجومِ الندي
أحدثُها عن عجافِ السنين وحيداً
كعوسجةٍ في الصحاري كلما شكت
للسراب سراباً رد عليها الصبرُ أن تسجدي
اناجيكِ كل مساءٍ وعند الصباحِ
يُشدُّ على حلميَ الخجل الجُنبُدي
أُحبكِ قال لأرخي عندكِ أسرارَ حزني
فافتحي بابَ فرحٍ لكلينا وأرجوكِ ارجوكِ
لا توصدي
طويتُ دروبَ الخوفِ والشرِ هائماً
لا تيه فيَّ
ولكنْ أودُّ كبدوٍ أخيّمُ بيتَ شَعرٍ برملكِ
يا وتدي
جئتُكِ شوقاً أُسابقُ الريحَ
عبر شراسةِ تلك الحدودِ الغريبةِ
و كان محيّاكِ قوسَ قزحٍ بين
عينيَّ والمِقوَدِ
حلم قيلولةٍ ماأراه؟ أم هو المحموم مثلي
يهلوسُ بالوجعِ الأسعدِ