رسمية محيبس
وارفة
كمْ أنت مبدعةٌ أيتها الشجرةُ أنتَ معلمةٌ
فذةٌ وأنا تلميذتكَ المطيعةِ تستحمينَ
بزخاتِ المطرِ وتسرحينَ شعركَ بأصابعِ
العاصفةِ أنتَ أكثر قوةٍ أمامَ معاولِ
الحطابينَ لا تهزكَ العواصفُ ولا تأبهين
لمغادرة طائرٍ أو هجرة يمامة
أنتَ أكثر كرما منا منْ رماكَ بحجرِ أطعمتهِ
ألذَ الثمارِ
كم جلستُ تحتَ ظلالِها ولمستْ رأسي
أغصانُها الوارفة هي صديقتي الراسخةُ في
المحبة ما خانتني يومًا ولا وسوستْ عني
لغيرها من أشجارٍ ولا شمختْ متعاليةً
عندما يتغنى بها عاشقٌ
باردةٌ ورطبةٌ وحنونةٌ،
هكذا أجدها دائمًا أسمع منها أغانٍ شجيةً
وحين أضع رأسي على جذعِها
أسمع دويًا يأتي من أعماقٍ سحيقة
متذكرةً كل من مر أو كتب ذكرى
على جذعِها لم تزل دافئةً
وكأن كل محب
يجلس تحت ظلالها الوارفة