كاظم نصار
وفي مناسبة اخرى وكنت شابا في العشرينيات من عمري اتلمس رومانسيتي واتوق لاكتشاف العوالم الخفية
وكل قذيفة مدفع نمساوي يطير جريش الرومانسية ويندحر
لحظتها اكتشف الجنود طريقا للذهاب الى قرية للغجر تبعد حوالي ساعتين عن معسكرنا
كانت هذه القرية ببيوت طينية تتكأ على بعضها تقدم لنا مايغرينا على التفاعل والفرجة المشهدية والمتعة في رؤية كائنات نصف عارية مشدوهة تنظر للبعيد
لم يكن انذاك يوتيوب ولا انستغرام للتفرج على عري السماء والارض الكترونيا
المهم
اقنعوني بالذهاب معهم
:تعال انت ابو الرومانسية ..انزع نطاقك وانزع بيريتك
وتعال شوف ربك شخالق عمي
تركتهم يغرقون في الملذات وتجولت لأتعرف على هذا العالم الغريب حتى وصلت الى ابعد من البيوت المتراصة
ثمة بيت لوحده ..وثمة فتاة تشبه ربات الحب الاغريقيات تجلس على كرسي في الباب وتدخن وتنظر الى السماء
رحت ورجعت لاكثر من 16مرة
حتى نادت علي :
تعال انت الاميلح …شبيك رايح جاي
فوت جوه ….
شبينا مانعجب ؟
قلت لها وانا اتأتأ واستجمعت جملة لا ادري اين قرأتها
ان …ان …ان تي بكل هذا السحر والجمال والانوثة الطاغية وتجلسين مثل الملكة ولا اجرؤ ان اقترب منك …..اخاف من جمالك
بعد برهة كونية ….ونظرة اخرى منها للسماء السابعة
اغرورقت عينيها بالدموع وظلت تردد (مالذي اتى بي الى هنا ياربي)
حكت لي لاحقا قصة هروبها من اهلها دون ان تنظر الي كانها تعترف امام كاهن
وقبل ان اغادر قالت لي :
اسمي ضحى
تعال مرة اخرى
هربت وانا اردد
زوروني كل سنة مرة ..حرام تنسوني بالمرة
من جانبي نظرت الى السماء وسرت باتجاه اللادري اين
ثم عدت بعد اشهر ووجدت فتاتين يجلسن في مكانها …قلت لهن :
جئت اسأل عن ضحى
شنو …يمة …ياضحى …هها هااااااااي
وضج المكان بالضحك
.ياضحى ..روح العب هناك
ماعدنا وحدة اسمها ضحى لاقبل ولاهسه
هربت من جديد والاصوات الضاحكة تشيعني
ضحى …ها ها ها ها ها
لا ادري اين انبثقت ضحى لاحقا في ذاكرة عروضي وسردياتها الموجعة
لكنها حضرت على اية حال
في الهروب وفي التيه وفي العذاب البشري
وفي الجمال
وقبل ان يتحول العالم الى حضيرة الكترونية تسرح فيها شهد ارناؤؤط وروبي وسعلوسه وتارا جلد النمر
وقصيدة العصر
عشرتك انترنت ..بس يفصل تطير