عبد العزيز عسير
===============
إلى المخدوعين بشاعر نال الشهرة بالنفاق و التزلُّف والمدح الزائف .
… اقول : ترى هل تعرفون ما في شعره من التدني الفني و الأخطاء اللغوية التي تؤكد ان هذا المداح لا يرتقي الى سمة ( شاعر كبير ) التي تصفونه بها ؟ .
فإذا تجاوزنا مدائحه الرخيصة للطاغية التي لا يختلف عليها اثنان بكونها تكسبا ومتاجرة بالشعر من خلال بيع الضمير .
لوعدنا الى جمالية الشعر ؛ و قدرات الشاعر الفنية و آلياته السياقية فهل يُعد عبد الرزاق شاعرا كبيرا كما تصفونه ؟
سأقف عند قضيتين .. الأولى فنية والثانية لغوية :
1_ في الشعر سمة فنية يعرفها النقاد والمختصون وهي :
( ان ايحاءات العبارة والمفردة يجب ان لا تقود الى ما يناقض اجواء النص او يخدش الوحدة العضوية للنص ) .
فهل هذا متحقق في نصوص هذا الشاعر ( الكبير) كما تقولون .؟
لنقف عند ردة فعلٍ لدى المتلقي البسيط وليس الناقد المتخصص .
كان في كتاب الأدب المخصص لطلاب السادس العلمي قصيدة بمدح الطاغية فُرضت علينا كمدرسين ان ندرسها لطلابنا الذين ينفرون منها . وفي هذه القصيدة يمجد الشاعر (مكارم السيد الرئيس) قائلا :
يا ايها اللا أسمّي .. كل مكرمة
باسم.ٍ ؛ فماذا يُسمّى جمعها الغضر ُ ؟
وقتها سألت طلابي :
_ عبارة ( اللا أسمّي ) ماذا تعني ؟ وبم َ تذكركم ؟
فاجاب احد الطلاب :
_ والله بصراحة استاذ … ؟؟؟؟
ثم صمت ..و تردد خائفا من ان يكمل .
قلت له :
_ قل يا بُني ….
_ بصراحة . .. تذكرنا بعبارة شعبية هي ( اللي ما يسمّى ) بس هاذي عبارة ذم لا مدح .
وقد اضحكني هذا الطالب بجرأته… وانفجر الصف ضاحكا .
قلت له :
_ صحيح ما قلت عزيزي هي تذكر فعلا بهذه العبارة .. ولو كان الشاعر منتبهاً لذلك لما استخدمها . ثم اوضحت للطلاب ان ايحاءات الالفاظ يجب ان لا تحيل القارئ الى ما يخدش اجواء النص .
عندها تجرأ طالب آخر معقبا :
_ حتى قوله ( جمعها الغضر ) فقد تقرأ ( جمعها القذر ) … انفجر الصف ضاحكا واكمل الطالب …
_ لأن هناك خلطا لفظيا بين الغين والقاف ثم الضاد والذال باللهجة الشعبية … للتقارب اللفظي .
هذا الموقف غير الودي للطلاب قد جاء انعكاسا لامتعاض الناس و استيائهم من قضية ( مكارم السيد الرئيس )
حيث تسبب بالتدني الاقتصادي للمواطن بعد حروبه الهوحاء … ثم صار الطاغية يقذف بالفُتات القليل المبتذل و يسميه ( مكرمة) وكأنه متفضل به منة على الشعب الجائع .
ترى هل كان عبد الوحد يدرك ان عبارة (مكرمة) ينفر منها المواطن العراقي وقد صيغت عشرات النكات الشعبية ساخرة من تلك المكارم .
ام انه كان يدرك كشاعر ان إيحاءات المفردة.. و العبارة لها دورها في صنع النص الجيد الذي يتجاوب معه المتلقي .
2 _ القضية اللغوية :
ما مدى تمكن عبد الرزاق عبد الواحد من اللغة ك ( شاعر كبير ) كما يسميه المخدوعون :
لو عدنا لغويا الى عبارة ( اللا اسمي ) يكون بهذا قد انزلق الى العامية مبتعدا عن الفصحى وذلك باستخدام شعبي للاسم الموصول ( اللي ) بمعنى (الذي ) والتي جعلها ( اللا ) … واللا اسمي بمعنى ( الذي لا اسمي ) بجعل (ال التعريف ) اسما موصولا وهو خطأ نبه عنه اللغويون منذ القدم حيث استهجنوا قول الفرزدق :
( ما أنت بالحكم الترضى حكومته)
اذ ادخل ال التعريف على الفعل كما الاسم الموصول .
و اخطاء عبد الواحد اللغوية كثيرة .. منها قوله :
حتى اذا كان في عينيك بعض رضا
عني ، فعن كلهم الاك انصرف
في قوله ( الاك ) تعامل مع اداة الاستثناء وكأنها اسم لا حرف فجعل ضمير الاتصال متصلا بالحرف والصواب استخدام ضمير الانفصال ( إلا اياك ) وعلة هذا الخطأ ان البعض يقيس على اسماء الاستثناء مثل ( سواك / غيرك) وهذان اسمان يصح ان يتصل بها الضمير كمضاف اليه ؛ اما الحرف ( الا ) فلا يأتي بعده المضاف اليه ولا يتصل به الضمير .
ولا تقل لي ( الاك ) قد استخدمها اكثر من شاعر
لأن ذلك خطأ لغوي .. ايا كان الشاعر .
هذه بعض من هفوات شاعركم ( الكبير ) .