كيف نُحصن الثقافة العربية؟

شارك مع أصدقائك

Loading

فاضل العباس

العراق

 

الثقافة بمفهومها العام هي مجموعة المعارف المكتسبة  مع الوقت ( والبعض يعرفها بانها سلوك احتماعي  ومعيار موجود في المجتمعات البشرية([1]) وفي الانثروبولوجيا هي نطاق الظاهرة  التي تنتقل من خلال التعلم في المجتمعات البشرية .

يتم التعبير عن الثقافة في الاشكال التعبيرية المختلفة ووسائلها مثل الفن، الموسيقى،الطقوس،الملابس، السكن،الارتجال الشعري والحكائي،ونلاحظ ذلك في دخولنا للمتاحف التي تختزن تراث وحضارة الشعوب وتعطينا ما كانت سلوكيات وعادات وممارسات هذه الشعوب.والانسان استخدم عدة وسائل وأدوات وطرق للتوصيل والتواصل مع غيره منها

ماديات الثقافة: هي  الوسائل التي استخدمها الانسان والأدوات التي بها يوصل او يتواصل بها مع الاخرين(الكتابة وادواتها من كتب، صحف، ترجمة ،النقل التلفزيوني والإذاعي،الانترنت وهذه في الحاضر تحتاج لوسائل الأقمار الصناعية .

الأفكار:وهذه تحتاج اما للماديات او التواصل المباشرو المعايشة كالبعثات والدراسات والمهرجانات أي اللقاءات بمختلف مسمياتها.

يعتبروطننا العربي وشعبه من اكثر شعوب الأرض تواصلاً مع الثقافات و الشعوب الأخرى مرغماً في احياناً كثيرة على ذلك. فقد تعرض  للغزو والاحتلال والاستعمار في تاريخه الحديث ابتداءً من الاحتلال  العثماني الى الاستعمار البريطاني والإيطالي والفرنسي والامريكي من  بعد الحرب العالمية الثانية التي دار جزء منها على ارضه، الى القرن الواحد والعشرين وهذه الإحتلالات والاستعمارحاولت احداث تحولات ديموغرافية قي  الشعب العربي كلا حسب نوع الاحتلال. جلبت معها ثقافاتها وسلوكياتها وأخلاقها  القسرية منها التي فرضت على شعبنا وعملت على إحداث تغير ثقافي في معتقدات ومعارف المجتمع العربي أينما حلت بما فيها اللغة والدين  والتراث الشعبي ، هذا التغير انعكس في:

  • القيم والميول والمعتقد الديني
  • السلوك العام
  • العادات والتقاليد
  • الانحرافات بمختلف اشكالها
  • الاسرة وتماسكها
  • بناء منظومة المجتمع العامة أي ما على الأرض قبل التغير

وهناك وسائل متعددة استخدمت في لإحداث هذا التغير منها

منها:

1-إستخدام المدارس ومناهجها2- التدين بدين اهل البلاد ولو بالخدعة لغرض  جذب ما حولهم ومعرفة ما يدور او بماذا يفكرون3-   نقل بعض الطلبة للدراسة في البلدان الاستعمارية لغرض الحث على التمرد حين المقارنة بين عالمين بدوي  ممثلاً بالشعب العربي وحديث ممثلاً بالشعوب الاوربية.

4استقطاب الوجهاء وشيوخ القبائل والأسر المعروفة والشخصيات الدينية واغداق المال عليها لإستمالتها وتحقيق الغايات التي جاء من أجلها المستعمر و المحتل.

والوطن العربي تعرض ولازال يتعرض مع تطور العالم والسباق التكنلوجي والتقني والرقمي منه للهجمة في بنيته الاجتماعية والثقافية  لذا استخدمت الوسائل الحديثة لذلك منها:

1-التقنيات والحوسبة وما تتظمنه  في التطبيقات الذكية كالانترنت والسويشل ميديا

2- الاتصالات الحديثة المايكرويفيه واجيالها

3- العولمة  أي التأثير الثقافي في العالم

4 الضغط والتغبر البيئي

5- وسائل التعليم والاستعارات في الكوادر وتناقل المعرفة العلمية والأدبية

ان التطور المعرفي والتقني والتكنلوجي ووسائله وادواته أدت الى سرعة وصول المعلومة والخبر والصورة والمنهج .فالانسان العربي غير محصن نهائياً عن كل غزوات وسائل الاتصال والانترنت والسوشيل ميديا.رغم اتخاذ بعض الحكومات وسائل اعتبرها البعض قمعية وتدخلافي تحديد الحرية الشخصية والفكرية كحجب الاتصال المايكرويفي وتحديد القنوات الفضائية التي يشاهدها المواطن وحجب المواقع الشبكية مثل الفيس بوك الخ لكن هذا لايمنع المواطن الذكي أولا والجهات المعادية من ابتكار وسائل الخرق في المقابل للوصول لهذه القنوات والمواقع. لذا مهما تحصنت الثقافة العربية لابد من اختراق هذا التحصين لاسيما والاغلبية الشعبية هي امية او تقرأ وتكتب فقط أي ليس لها أساس ثقافي يحصنها وتستطيع من خلا له التميز بين الغث والسمين او تقرأ ما وراء الخبر والنص. انني في مقالي هذا لا استطيع حصر الأدوات والوسائل التي اقدر من خلالها الإمساك بالعصا لغرض تحصين مجتمع  وصل تعداد سكانه الاربعمائة مليون نسمة.  ومشكلتنا في الوطن العربي على الرغم من توحد اللغة والغالبية الدينية وهشاشة الحدود بين بلداننا ، اننا نفكر بشكل فردي بما يخص كل بلد او حماية النظام أولا وليس تحصين الشعب، ان الانانية الفكرية والمنفعية الشخصية  والتهميش للادباء والكتاب والمفكرين والعلماء غيبت المفكرين وكبار الكتاب والسياسين والمثقفين من التفكير بأبتكار  وسائل التحصين التي يمكن وبشكل متواضع ان الخصها بما يلي:

1-نبدأ من الاسرة بناءها بشكل صحيح فعليها  وضع المراقبة الابوية للتلفزة وووسائل التواصل الاجتماعي وخاصة لفئات دون العشرين عاماً.

2-المدرسة ومناهجها هي الوسيلة الأقوى لزرع التحصين الفكري والثقافي وتنشأة أجيال تفكر في الوطن  كقيمة عليا والثقافة كغذاء لايقل أهمية عن الطعام.

3- العمل العربي الجماعي بمؤتمرات علمية وثقافية وادبية لغرض و       ضع برامج  ومناهج التحصين الثقافي ووسائل تطبيقها  أي برامج يمكن تطبيقها على الارض لا ورقية  لها غاية إعلامية فقط ودعائية.

4-الجامعة التي تعتبر مراكزخطرة جداً لنشر الثقافة العلمية والأخلاقية او الغربية التي تسعى للتفكيك الفكري والاجتماعي ونشر الأفكار الهدامة والمنحطة  في اكثر منها.

5-التشجيع على القراءة الأدبية و العلمية حسب الفئات العمرية وتوفير المناهج والكتب سواء الورقية او الألكترونية ووضع جوائز تحفيزية وتشجيعية للقراءة. وممكن ان يحصل ذلك من البيت للمدرسة والجامعة او في كل الوطن او بشكل عمل عربي

6-المسجد ومنبره ضرورة مراقبة ما يقال فيه.

7-وسائل التواصل من الجريدة والكتاب الى السوشل ميديا ضرورة مراقبة ما يكتب ومنع الهدامة منها للمجتمع وتشجيع الافكار الراقية  التي تحث على الوطنية والبناء والتنمية الثقافية.

8- عقد اتفافيات  مع الدول والمالكة للاقمار الصناعية  بتحديد ما يوجه للوطن العربي  على مبدأ التهذيب الفكري والثقافية وحتى على مستوى الإعلان.

9-بناء الانسان وهو أساس أي شعب ويتم برفع المستوى المعاشي له لكي لايبحث عن وسائل أخرى للكسب تمكن أي جهة من التأثير على عقله ومعتقده واستغلاله.

10-مسؤولية المثقف والتربوي والمسؤول عن الثقافة من رؤساء تحرير ونقابات ووزارات ثقافة  مسؤولية جسيمة و وطنية تقع في رقابهم برصد الشارع الثقافي العربي والمجتمعي في تحديد ما ينشر وما يستقبل من الثقافات الأخرى  لغرض تحصين الفرد العربي .

كل ما كُتب أعلاه ربما يقع في خانة التمنيات في ظل غياب العمل الجماعي والوحدوي، والنخبوي ،فسيظل العالم العربي وانسانه حقل سهل وخصب لزرع ما يفككه ويحط من حضارته التي علمت العالم الكتابة والسلوك الثقافي والعلمي في شواهد حضارات بابل وسومر ومصر والشام والحجاز. ان الانسان العربي هو المستهدف في اخلاقه وثقافته وبنية مجتمعه . ان المسؤولية جمعية تقع على من بيده الإدارة  كلاً حسب موقعه ومسؤوليته.

 

  -[1] عن ويكيبيديا بالعربية

شارك مع أصدقائك