منى عثمان
مصر
ليل أجدب
يتباطأ شجن
يتكاثف عصفا
والوقت نذير متاهة
وامرأة ينادمها الخواء
يشدها ألف عام للوراء
ينبش في الرماد
يعيدها سيرتها الأولى
ينفض عنها ركام الفراغ
ويهبها لزمن تولى
لسنوات مؤجلة
لفضاء لم يَشُبّه الضباب
وخِلسة يلونها الشغف
فتنسحب الساعات صوب غرق مشتهى
امرأة أتت للتو من المطلق في هودج الحلم
ترفل وعلى أيائك حفها الهوى
تحط الرحال تطلق أحزانها للريح
وتركض تتبرأ من صفصاف الأرق
وتمحو عن وسائدها قساوة الملح
تشرّع أبوابها لغيمة تلوح
وتناشدها الهطول
تخلع أشواك النضوب
وتنسل من صبارات
كما الأخطبوط ترتق مسافات التيه
التي تشطرها ألف ألف
وتتأهب لمطر يراوغ حقولها
تساءله أن هيا تستدني
محال عشش فيها مذ عرفت معنى الحلم
وعاشت وهجه مذ طالت قمرا
وعلقت في جيدها الأنجم
تتنبأ عرافة تسكنها
انه آت أنه النبض المستقطع من عمر يتراكم
قلقا يتشكل فيها منذ نعومتها يتكاثر شوقا
وفي مواسم التوق يورق فيها خزامى نداء وسيأتي…
يعلنها فيضا للآتي
تمنحه الشاهق فيها وتغرد فيه
تمحو ضلالات الوهم
ال ياااكم أرجحها تغتسل بشلال الضوء
وتتحور شمسا تلك المرأة
ال تسكن مرآة الغيب تتوغل منفاها
وتجلبها من ضجر الصمت وصخب الوحدة
تستخلصها من غربتها
وتستنكر مر الصبر القاطن فيها
تستنهضها تدفع ديتها لغريب عربد فيها
وتحررها لغدها المخبوء
تلك المرأة تعافرها
تنشب فيها حرائقها
تمنحها صك فِرار
فلماذا تعاندها وترفض
ولماذا تصفدها
بعجز تلك المرأة سجينتها
تخنقها نهارا وتدور كآلة
لكن الليل الأجدب
يفتح باباً تدلف منه إليها
تتسلل خفة لتشعل ثورة
تتركها تتقلى
وتظل الغربة قدرا
والقيد بيدها..
..لا يرفق !!