الذكاء الاصطناعي ومستقبل الأدب ..

شارك مع أصدقائك

Loading

د. السيد نجم

هل العلم سوف يقضى على الادب/ ما هى مقومات الادب بفوعة للصمود فى مواجهة توغل العلم فى الحياة، كبديل عن الادب؟

وهل الذكاء الاصطناعى سيكون نائبا فى المستقبل عن دور المبدع لفرد؟

(الاسم- صورة-الصفة الادبية-المدينة – محل الاقامة)

اجابة

لعل قضية غلبة العلم وطغيان تأثيره، من القضايا القديمة (منذ القرن 19) وتتجدد بعد كل عدد من العقود بانتظام، وربما يرجع ذلك هو الطفرات العلمية والاختراعات المتجددة بمرور الزمان.

لقد مر العلم بمراحل أساسية هى: عصر البخار ثم الكهرباء ثم الذرة ثم مؤخرا التقنية الرقمية.. وخلال كل مرحلة من تلك المراحل يقدم العلم خدماته للانسان بقدر وافر يتناسب مع المعطى الجديد.

فلما كان التاريخ الاقتصادى للبشرية اعتمد على الرعى ثم الزراعة ثم التصنيع ، وعليه تشكلت فى كل عصر بعض من عادات وتقاليد ومفاهيم اجتماعية وسياسية واقتصادية يسعى الانسان بها أن يفسرالظواهر من حوله.

ويخطىء من يظن أن العلم هو فقط مجموعة النظريات العلمية الحالية التى نتداولها فى المحافل العلمية والجامعات.. فهناك دوما محاولات للتفسير والاضافة العقلية البشرية، حتى تلك التى نصفها بالتفكير الخرافى تعد ميلاد للتفكير العلمى الذى عرفته البشرية حتى قرون قليلة مع الثورة الصناعية.. ولعل الفلسفة فى الزمن القديم هىى بداية التفكير العلمى.. باعتبارها منهجية المنطلقات والنتائج.

واخلص مما سبق الى أن جوهر العلم هو البحث فى الاسباب والنتائج بتوظيف المتاح واضافة الجديد بواسطة استخدام آليات تتمثل فى نظريات فكرية وآلات مادية .. فمثلا تقدم الالات قادر على الاضافة، كما فى المجهر الالكترونى الذى تمكن به د.احمد زويل اعلان نظرية الفينتو ثانية.

ما سبق ليس من باب الاستطراد، لكنه لعرض جوهر العلم وفهم هويته ومظاهر عطاءاته باختصار.

فلما كانت القريحة الادبية للبشر مرافقة لجهده الانسانى فى مجال المشاركة الاجتماعية والتعبير عنها.. فيمكن القول بأن العطاء العلمى شارك الادب فى اهتمامات الانسان.

ويبقى العلاقة بينهما والاستفسار عن تأثير كل منهما فى الاخر وعلى الانسان.. حتما الايقاع البطىء وبحور الشعر مثلا تأثرت وربما توالدت بسبب الايقاع نفسه لقوافل الجمال فى الصحراء فى زمنها القديم .. بينما اصبح للشعر قفزات فى العصر الحديث وتشكل فيما يعرف بالشعر الحر أو شعر التفعيلة والشعر النثرى وكلها أشكال ارتبطت أكيد بايقاع الانسان خلال العقود الاخيرة الذى اتسم بالسرعة.

ومفهوم السرعة هنا لا يتعلق بالسرعة المتعارف عليها فى الاجهز المتحركة والمعدات مع الالات التى تتمثل فى منجز السيارات والقطارات والطائرات ثم الصواريخ وهكذا..

كما يتعلق مفهوم السرعة فى علاقة السرعة بالزمن بعد أن نجح العلم فى انتاج وسائل تلك الوسائل السريعة التى اختصرت الزمان فى تحقيق اهداف ممارسة الحياة لحياته.

بذلك انعكس تأثير توظيف العلم فى انتاج تكنولوجيا متعددة ، انعكس على أحوال البشر .. ومع ذلك لا يمكن أن نقول بامكانية قضاء العلم على الادب كنتيجة عامة وقضية أصيلة فى علاقة العلم بالادب ، وهناك اشكال الشعر وتجدده نموجا ، فالانسان قادر على التعبير وفق المتغييرات ويتكيف مع الجديد أسضا.

أما مقومات الادب للصمود أما العلم فى مقابل طغيان تأثير العلم.. نعم، فالادب يقدر بفضل قريحة الانسان أن يعبر عن أحواله المتنوعة وينتج الجديد من الاشكال الادبية مثل المقامة التى اصبحت فن الرواية وهكذا

ولعل السر وراء تجدد سؤال طغيان العلم وتاثيره على الادب هو ظاهرة الابداع والكتابة التى يمسارها الروبوت الان.. والحقيقة الروبوت الذى يملك  خاصية الذكاء الاصطناعى فى هذا المجال مر بعدد من المراحل..

أولا: مرحل دس الخصاص الاسلوبية والفنية لجنس ادبى ما وربما لكاتب ما لهذا الجنس الادبى مثلا الرواية.

ثانيا: مرحلة تقديم الطلب لعمل ابداعى ما وتقييمه.. وهى المرحلة الحرجة التى تحتاج الى خبرات أدبية وتذوق خاص.. فاذا كانت المرحلة الاولى فى حاجة الى تقنى يعد المادة التى سوف تدخل الروبوت.. فان المرحلة التالية فى حاجة الى قارىء ناضج.. كما نحتاج الى ارشيف لحفظ أصول النصوص الشعرية والقصصية والروائية.. وهو أمر يسير ويمكن تنفيذه.. فمن أكثر من عشر سنوات تم انتاح سى دى انتجته ابوظبى يتضمن تراث الشعربى منذ الجاهلية حتى عام 1990م وهكذا يمكن انجاز الرواية والقصة القصيرة.

ما سبق جانب لمواجهة الجريمة الرقمية الجديدة التى قد تهدد الادب، ولا يفوتنا أن الادب العربى بدأ يمزج بين خصاص الابداع والتقنية الرقمية والابداع التقليدى الورقى.

وفى الختام لا خوف من تأثير العلم على الادب.. بل هوالحافظ الخفى الظاهر للتجديد الادبى فى الشكل والتناول والموضوع.

*************

شارك مع أصدقائك