سادينا – حول الرواية

شارك مع أصدقائك

Loading

دينا سليم حنحن

هل استمددتِ حكايتك في رواية (سادينا) من أسطورة “أورورا ” أم كان مجرد تناص ( تخاطر) ؟ سألني أحد النقاد.
يحكى في الأساطير أن “أورورا” إلهة الفجر، أحبّت بشريًا شابًا اسمه “تیتونس”.
حصل وعرض “زيوس” كبير الآلهة على أورورا، أن تطلب ما تشاء لحبيبها الشاب، فطلبت أورورا أن يعطيه كبير الآلهة امتياز الحياة وإلى الأبد، لكنها نسيت أن تطلب له الشباب الدائم.
أصبح تيتونس يكبر ويكبر في العمر ولم يدركه الموت، صارت حياته لعنة بدلاً من أن تكون بركة وسعادة كما قصدت أورورا، بينما تجولت هي ومنذ الشفق الأول، بين السماء والأرض، ورافقها أخوين ساعداها في تخطي المصاعب.
لكن في رواية (سادينا) لـــــدينا سليم حنحن، تسكن البطلة داخل محارة داخل المحيط، وتبقى فيها على مدار السنين، انتظرت وحيدة، تحافظ على الحب الحقيقي والخالد، وبقيت هناك عبر العصور، عصر يعبر وآخر يأتي. أما البطل واسمه (ساد) بقي يتجوّل عبر العصور متعكزا على عكاز الحكمة، ينشر فلسفته في الحياة، ويناشد (سادينا) باللقاء، ولو لمرة واحدة، متخذا القصائد حوارًا شيقًا، هيمن الحوار الشاعري في الرواية التي تنتمي إلى الروايات العاطفية الرومانسية.
صدر العمل سنة 2007، وهو العمل الثالث للروائية، عمل مشترك مع الشاعر سعد حمزة، وقد فاز في مسابقة ناجي النعمان للسنة ذاتها.
” تراه (سادينا) بلون الشمس، شاحبا، تعبا، منهكا، ويراها هو في عيون كل الناس، لكنها لا تشبه أيا من الناس! يانعة، شهية، غضة، جميلة، انحنت الشمس على جبينها”.
” حلّ المساء، ورحلت الشمس، صوت من بعيد يناجيه، صوت سادينا:
– أستضيء بفتيل مصباح خبا قبل آلاف السنين، ألوّن عينيكَ من نور الشمس وأتسوّل عبقك! ساد:
سلّمتُ رايتي لغضب الطريق وبياض النهايات!
سادينا:
– تبني آمالا في بحور ثائرة، الأيام، يلفّها دوّار الموج، انحساره وهديره، وتبقى الأزمنة قيد إعصار لا ينتهي.”
بقي أن نقول، أو أقول بنفسي، أنني لم أقرأ أسطورة “أورورا” نهائيا إلا بعد خروج العمل، خرج قبل ثمانية عشر سنة، وقد ظهرت أمامي الأسطورة فجأة بعد تلك السنوات، مما دعاني إلى كتابة هذه المقالة. التناص، أو التعالق النصي، هو إلإلهام الذي يتملك الكاتب أو الشاعر دون قصد.
May be an image of 1 person and text
شارك مع أصدقائك