نهاد بدران
سوريا
لا أدري كيف انتزعت نفسي من بين أطباق المطبخ ومسح الغبار عن الأثات؛
…. لقد نجوت بأعجوبة من الموقد الذي لاينتهي إعداد الطعام عليه ؛…
وقررت المغادرة لأبحث عن صديقي زوربا ؛…
كان نيكولاس كازنتزاكي وحيدا يرتشف قهوته مهملاًمحبرته التي كانت رائحتها تمتزج برائحة القهوة فتحدث سحرا يلامس روحي ؛….
سألته :أين أجد زوربا ؟
أدارَشفتيه بامتعاض وقال :
تجدينه على شاطئ البحر مع صديقه باسيل ؛….
لحقت زوربا ،وحين وجدتُه كان يعزف على آلة السانتوري …..
وحالما رآني، أتاني مسرعا ،وقد بدأ حديثه:
أتعلمين ماذا فعل بي ذاك المدعو كازنتزاكي؟
لقد أرغمني على مغادرة السفينة وإلغاء رحلتي لأبقى معه هنا في كريت.؛
….وغير ذلك هو الآن غاضب مني لأنني أنفقت كل المال في المدينة ….
. ثم ماذا ثم أشاع خبر وفاتي وحده الله كان حزينا لأجلي ؛….
توقَّف زوربا عن حديثه ، كأنه رآني للتوّ……..
لكن انت ياعزيزتي ؟؟؟؟لم َ قطعتِ كل هذه المسافة وجئتِ هنا ؟؟؟؟
أجبته : آه يازوربا لقد هربت ُمن ذاك الشرق المحمَّلِ بالركود ،لم أَعد أقوى على الموت هناك !!!!!!
استدار زوربا ناحية البحر ؛…
وهو يصيح :ايها الصليب اصلبني وأرحني ؛…..
وَتابع قائلا : ألم يعلموا انَّه في كلِّ مرة،….
تضحك فيها امرأة تصفِّق الملائكة أجبته :
نحن لسنا سوى أشقياء تدور الكرة الأرضية بنا .؛…
الآن عليك أن تعلِّمَني الرقص ياعزيزي !….
ابتسم زوربا من أعماقه
وقال :مؤشرا بإِصبعه ؛…
أرأيت البحر والجبل ذاك بينهما خيوط الشمس ؛….
وقبل أن يكمل زوربا حديثه ؛…
أمسكتُ بيده وركضنا سويا ؛…
كان علينا أن نمسكَ إحدى خيوط الشمس قبل غروبها ؛…
كي نتقن َ الرَّقص َ