( 2014)
لا تطأْ ظلاًّ
إنه نظرة نائمة.
■ ■ ■
لا تأخذْ غصناً إلى موقد
إنه يد شجرة.
■ ■ ■
التقطِ الورقةَ وأعِدْها إلى الغصن
إنها عين الشجرة.
■ ■ ■
النجوم نظرات
انظرْ تَصِرْ نجمة.
■ ■ ■
كلُّ هذه الرياح
ليست سوى
آهات بشر.
■ ■ ■
للطريق التي لا تتوقّف عن المشي
بيت أيضاً
ولا تعرف كيف تفتح الباب.
■ ■ ■
فقط لو عرفوا
أن دمعة واحدة تكفي
لغسل كل الأرض.
■ ■ ■
وللطريق رئة أيضاً
امشِ عليها خفيفاً
لئلا تختنق.
■ ■ ■
الذين يصرخون هناك
أفواههم هنا.
■ ■ ■
قال لا تقتربْ من الماء
وغرِقَ.
■ ■ ■
الغصون التي تهزُّها الريح لا تكون ترتجف
بل هي تلوّح
للغصون الأخرى.
■ ■ ■
مهما كان هذا الحمْل ثقيلاً
يمكنك أيضاً أن تكون
نسمة.
■ ■ ■
الأرض عمياء
اعطِها عيناً كي تراك.
■ ■ ■
الذين قلتُ لهم وداعاً هناك
سبقوني إلى هنا.
■ ■ ■
لا تطأْ نملة
هل نسيتَ كم لعبتَ معها حين كنتَ طفلاً؟
■ ■ ■
لا تنظرْ إلى الفضاء كي ترى قمراً
ثمة قمرٌ آخر على الأرض:
عينكَ.
■ ■ ■
أخفضْ رأسك قليلاً
إنْ أردتَ أن ترى الأرض.
■ ■ ■
للدم لسان
كلُّ نقطة منه وهي تسقط تقول:
البشرية كلّها سقطت.
■ ■ ■
حَمَلَ حياته مثل لعبة معطَّلة
أراد أن يعيدها إلى الحانوتي
ووقفَ العمرَ كله
أمام حانوت مقفل.
■ ■ ■
تكلَّمتُ كثيراً
لكنَّ الصمت كان كنزي الوحيد.
■ ■ ■
للأحلام قنّاصون
لا تحلمْ
تَنْجُ.
■ ■ ■
تبقى وحيداً
ولو بين جمهور.
■ ■ ■
أيها الناظرون إلى السماء
انظروا جيّداً تروها خاوية.
■ ■ ■
الذين بلا أقدام
حين تنظر إليهم بحبّ
يصيرون بأجنحة.
■ ■ ■
نقطة دم واحدة تُهدر من عصفور
تُظلِم كلَّ السماء.
■ ■ ■
كم كانت الأرض جميلة
لو انَّ كائناتها تقتات فقط من الهواء.
■ ■ ■
قال: بلى، ثمة ماءٌ بعد في قعر البئر
ومات عطشاناً.
■ ■ ■
كان حافياً
والطريق كلها مرسومة على لحم قدميه.
■ ■ ■
لا أخال الأرض محمولةً إلا بكثافة الآهات.
■ ■ ■
هل رأيتم سحلية في مكان ما؟
إنها شقيقتي وقد أضعتُها حين كنا نلعب في الغابة.
■ ■ ■
أقدامٌ أقدامٌ أقدام
وظِلٌّ على الرصيف
يحاول أن ينام.
■ ■ ■
ثلوج ثلوج ثلوج
أظنُّها دموعاً قد تجمّدت.
■ ■ ■
الطريقُ أيضاً
تسأل عن الطريق.
■ ■ ■
لا تحلمْ بمحطَّة
مهما ركبتَ قطارات
تبقى في مكانك.
■ ■ ■
ناديتُها كثيراً
ولم تأتِ
الحياة.
■ ■ ■
في البحر قشّة ؟
لا تتشبّثْ بها
لو خشبة
ستغرق.
■ ■ ■
من ترابه نبتت شجرة
تشبهه حين كان فتىً.
■ ■ ■
من ترابه نبتت زهرة
تشبه عينه المغمضة.
■ ■ ■
أرى عيوناً كثيرة
في الأنهار.
■ ■ ■
حين تنزل دمعةٌ في النهر
تأخذ عينها معها.
■ ■ ■
ارمِ السماءَ
وَضَعِ الأرضَ في قلبك.
■ ■ ■
الطير الذي حطَّ على رأسك ذات يوم
لم يكن يريد سماء بل رفيقاً.
■ ■ ■
كم هي صبورة
الطريق التي مشت وحدها كلَّ هذه الأيام!
■ ■ ■
يا أصدقائي البعيدين
العصافير التي تأتي إلى شجرة أمام بيتي وتنظر إليَّ
في عيونها شيء من نظراتكم.
■ ■ ■
هناك هو هناك
ولكن أين هنا؟
■ ■ ■
أسمعُ أصواتاً
في العشب أيضاً.
■ ■ ■
تكلَّمَ كثيراً
لكنَّ الوحيد الذي رافقه طوال الطريق كان الصمت.
■ ■ ■
أريد أن ألعب
أمعقولٌ أن أجوب كلَّ هذه المدن وأبحث طوال العمر
ولا أجد لعبة ؟!
■ ■ ■
مللتُ من انتظاركَ
يا رفيقي القديم يا شبيهي يا وديع أين ذهبتَ ؟
■ ■ ■
حتى الصخر يصرخ
والنسيم ينجرح
من ريشة.
■ ■ ■
فقط لو الهواء يعيد إليَّ
الكلمةَ الأولى التي قلتُها
للريح.
■ ■ ■
مشى صامتاً
لئلا يُثقل عبورَه
الصوت.
■ ■ ■
لم يقل وداعاً
فقط
رفع قليلاً إصبعه.