نهاد بدران
مشيت انا وظلي وثالثنا صمت كاد يغرق الكون لولا ان غَرز في صدره صوت أنين طفل قادم من إحدى البيوت )….التي أضاءتها شمعة في ذوبانها الأخير قبل ان تغلبها العتمة ؛
… توقفت أنا وظلي عن السير من غرابة المفاجأة حين جرف الصمت ،صوت الأنين بعيداً …
وَسمعت ظلي يقول لي : وقد تجمَّدت دمعةٌ على أطراف أهدابه متعبة الانتظار تأبى السقوط – :
تراودني رغبة اللقاء ب *عرّاف *يقرأ طالعي ….تأملته قائلة :إنه الليل ،والليل يثير فينا جنونه ….. أعاد علي طلبه ،وهو يبعد خصلةًمن شعره استقرَّت حائرة ًعلى جبينه ؛…. _لقد أطلعتك على سري …!….لنفترق إذاً …. راقبتُه وهو يسلك إحدى الطرق المتربة !…
التي تشابهت علي حين أردت اللحاق به ؛….اتكأت على جدران إحدى البيوت وقد طال انتظاري ،حتى أدرك الوجع روحي …جثوت على ركبتي أبكي بمرارة تلك اللحظة !…..
حدث أمر غريب !…. رأيت العراف أمامي ،وقد ارتسمت على وجهه ملامح الحيرة ،وهو يخاطبني :الليل طويل ؛….والعمر قصير ،ونبض القلب يبقى !……
ثمّ مدَّ يده لينفض عن كتفي الغبار الذي علق عليه من الحائط ؛…فثارت زوبعة أرغمتني أن أغمض عيني ،وحين فتحتهما ؛…
رأيت مساحة ًبيضاء َ لا عدم فيها ،ولا وجود . وَسمعت ُصوتاً يخاطبني :أ
عطني مافي يديك !…
فتحت ُيدي كانت بيضاء ،…نظرتُ حولي !….رأيت مالم أتوقع ….؟…. رأيته !….
كان الطفل الذي سمعت ُ صوت أنينه منتصف الليل ،وصوت مناغاته أولى الصلوات ….التي عمدت وجع روحي بعد تجربة صلبها…..!….