برهان المفتي
……
أكو مدينة فجاة الكل فيها صاروا شكو عدهم يروحون يبيعونه ويشترون بط، ويستثمرون في البط، يگولون الأستثمار في البط يجيب خوش ربح، بيضته چبيرة، لحمه طيب، بعدين البط يصير حارس للبيت ويصيح عالغريب أحسن من الكلب، وأكو شغلة لصالح البط وهي البط حلال مو مثل الكلب بحسب معتقدات أهل المدينة، وهمين ألوان البط أجمل وأحلى من ألوان الكلاب، وبعدين البط متعدد القدرات، يسبح ويطير (ولو مو كلش سريع وعالي بس المهم يطير.. خو الكلب ربع شبر ما يگدر يطير) وفوگ كل هاي الأمكانيات البط أليف.. عمرنا ما سمعنا بواحد عضته بطة وانصاب بداء البط عكس الكلب إللي من يعض الواحد يصير بيه داء الكلب وينچلب.
والكل هسة بهاي المدينة خبراء بالبط، يعرفون النثية عن الفحل من طريقة المشية وتسطح الظهر، ويعرفون عمر أي بطة من لون منگارها لو حجم رجليها، والكل صاروا يحچون بالبط، وبهاي المدينة قبل چان يعتبر نصبة أو بحسب التعريف الجديد تنمر من چانوا يگولون على واحد يمشي عبالك بطة، يعني كرشه چبير وضخم لدرجة من يبول ما يشوف خصوته، وإذا على وحدة أنها مثل البطة يعني طبطوبها وبرواية أخرى مقعدها چبير لدرجة ما تگدر تذب خطوتها لگدام فتمشي صفح ويتحرك الطبطوب يمنة يسره والوادم وراها ناظرين على الحركة البندولية للحم ويغنون مرحباً يا معارك المصير.
المهم المدينة هسة بكل مكان بيها تسمع صيحات البط، وصارت الناس تنتقص من ناس على نوع البط إللي يربوه، ويقيسون أهمية الناس ومكانتهم في المدينة على عدد البط ونوع البط إللي عدهم. وصاروا يسوون استعراضات للبط، يقطعون الشوارع وتطلع مجاميع البط تستعرض نفسها ومشيتها وأنواع صياحتها بحسب كبر حوصلتها ونوع الطعام، ولو أكو ناس يگولون صوت البط يعتمد على كبر فتحة الشرج، العلاقة غريبة لا طردية ولا عكسية، تشبه طريقة تنظيم صوت جهاز الراديو أبو البكرة بالزمانات.
وبهاي الاستعراضات نوبات أكو ناس تصعد عدهم الغيرة البطية لدرجة يگومون يضربون المجاميع البطية الأخرى ببيض البط إللي عدهم، وتعال شوف حال الشوارع من تصير هاي الحوادث عبالك طاوة مخلمة عملاقة مگلوبة بنص الشارع، وطبعاً بعد ما يخلص الأستعراض تعال شوف منو يگدر يتحمل الريحة الجايفة للبيض بالمدينة خاصة لو الأستعراض بالحر وحنان الصيف الودود.
هسة أصحاب البط بهاي المدينة كلش خايفين من خسارة أستثماراتهم بعد ما باعوا شكو وماكو حتى يستثمرون بالبط، لأن كل هذا الصرف ومؤتمرات عن أنواع البط وطريقة تربية البط ومشاهدة برامج عن عالم البط، بس الحقيقة والصدمة أن المدينة ما بيها شط.. أي وداعتك مثل ما قريت… بط بدون شط.. شوف شلون دالغة وشوف الحل.