وديع شامخ
…
ليس من عادتي أن أفيق فجراً ، كما كنتُ لدهر من الزمان ، أشحذ النوم على سواتر الحروب ، وألعن ديك جارتنا اللعوب وهي تغازلني بقسوة ، لأطارحها اللذة في غفوة أولي الأمرمنّا .
…
اليقظة المبكرة من أجل لا شيء ، تعني مقصلةَ الحلم الذي أوشك على النضوج ..
أنا رجل ليلي
والنهار راحلتي لقضاء حوائج جسدي فقط
…
الليل طائري ،
حلمي ،
وبستان جنوني .
هذا النديم لم يخذل عقوقي ، يزيح ُ عن طريقي عثرات العقل، ومكائد الجسد نهاراً.
في ليل
يقرأني بكامل الحواس .
شمس تُبخر خزين حلمي .
…..
بين ليلي ونهار الحروب ، ذاكرة من حجر ..
وشهقة من دموع التأمل ..
كم أحتاج زمناً لأستعيد قوامي
خارج سواتر الخوف
ورغبات التيجان والعمائم والصقور ؟؟؟
…..
كنتُ مواطناً يرتكب حماقاته سهوا ،
ويذهب للحروب بكامل الدموع ..
يرتدي الخوذة حفاظاً على آخر تسريحة لشعره المُجعد بالهديل ،
يتنكب حربةًً باشطة ، حين تكف لغة الرصاص وحماقة القنابل عن قتلنا ,,
في رحلتنا للموت في معركة السلاح الأبيض..
ليس لدي زهرة لأهديها ” لرسيلي ” في رقعة الشطرنج ..
لدي حربة لامعة ..
أهديها لرجل لا أعرفه
لا افهم لماذا عليّ أن أقتله أو يقتلني!!،
لا اتذكر اننا كنّا في حوارية قبل الحرب .
ايها الرجل المُدجج برائحة الموت ..
عدوي المفترض
سأهديك حربتي بلا شروط ..
……
في لحظة ذبحي، سيعلن المذيع آخر بيان الحروب
يأتي النذير ..
تخرس الحراب عن الذبح ..،
نحفر بها قبوراً للضحايا ، نهيل عليهم ذاكرة الحياة
ونمضي
…..
مابين البيان الأول لفتيل الحرب ، وآخر ومضة ضوء للشمس على رقبتي
يا عدوي الحميم
لمْ تُحزّ رقبتي ولا تجهض حلمي
…
نهضنا معاً
كخروفين مؤجلين لمسالخ قادمة ..
…
كل هذا الكابوس
استعدته الآن
في لحظة
هاربة من ليلي وحلمي
……..
جارتي العجوز ” الأسترالية” المدمنة على المواطنة الصباحية
أمعنت في الضغط على جرس داري
هي تمعن في غواية حلمي للفرار،
وأنا أتشبث به.
امرأة بكامل الصباح ..
فتحت لها …
وأنا أُلملّمُ نثار رمادي
ابتسمتْ بكل وهج ..،
عذرا جاري العزيز :
نسيتَ اخراج حاويتيّ قمامتكَ لسيارة البلدية ، نسيت حنفية سقي الحديقة سائبة.. نسيت أن تلقي علي تحية المساء مبكرا ..،
وتركتَ كلبكَ ينبح بلا رحمة في العراء ..
….
نعم نسيت كل هذا
وتذكرت ديك جارتي اللعوب
وناقوس الحروب
وحلمي
المجهض في نهارات داعرة