رواية “القط والفار “

شارك مع أصدقائك

Loading

شهرزاد الربيعي

 

المؤلف : غونتر غراس

التصنيف : رواية عدد الصفحات ١٥٧ صفحة

ترجمة :  ابو العيد دودو دار نشر

منشورات الجمل

ولد غونتر غراس عام ١٩٢٧، بضاحية لانغفور التابعة آنذاك الى دولة دانسغ الحرة، والتحق في ١٩٤٤ بالجيش الالماني جنديا في سلاح الجو ثم في صنف الدروع وقد جرح ووضع في الاسر الامريكي وبعد اطلاق سراحه مارس الكثير من المهن في الزراعة والمناجم والمقالع قبل ان يتعلم الحفر على الحجر ومن ثم النحت والطباعة الفنية (الجرافيك) في اكاديمية الفنون بدوسلدورف من عام ١٩٤٨ الى ١٩٥٢، وتابع دراسته بكلية الفنون في برلين، وفي ١٩٥٥ بدأ بنشر اولى قصائده، وبعد ذلك بعام واحد رحل الى باريس حيث اقام حتى عام ١٩٦٠ وانجز كتابة روايته (الطبل الصفيح) التي جلبت له شهرة واسعة لتتبعها اعمال مهمة اخرى، مثل (القط والفأر) و (اعوام الكلاب) التي اصطلح عليها بثلاثية دانسغ، ويعتبر غراس من الكتاب الغزيري الانتاج اذ اصدر ١٧ مجلد ضمت الى جانب اعماله الروائية والقصصية والشعرية الكثير من المعالجات النقدية والفكرية والخطابات السياسية وحظيت اعماله الفكرية والابداعية باهتمام الرأي العام الالماني والعالمي منذعشرات الاعوام ثم توجت بجائزة نوبل للآداب عام ١٩٩٩ . قد تبدو محنة بطل الرواية  (يؤاخيم مالكه) العظيم غريبة اذ انه يتمتع بجسد كامل، اذ بدأت محنته بين زملائه في المدرسة اثناء الحرب العالمية الثانية في مدينة دانتسيغ ويتولى رواية قصته فيها زميله بيلنتس عندما ينتبه الى غضروفه المتضخم ، تفاحة آدم في عنقه ليعتبرها فأر ويضع عليها قط،  (( _ لحظة، اذا انت اردت ان تبدأ من الامام، عليك ان تبدأ بدورة لعبة القاعدة في ميدان هاينريش إيلر وكان ذلك كما يلي، كنا مستلقين وكان مالكه نائما عندها مر قط اغبر في خط مستقيم عبر المرج صوب عنق مالكه، ما ان رأى القط عنقه حتى حتى فكر، هذا الذي ها هنا انما هو فأر يتحرك ووثب . _ هراء، بيلينتس هو الذي اخذ القط ووضعه، اليس كذلك . بعد يومين تاكد لنا وبصورة رسمية، لقد اخبرت الكتيبة عند مناجاة الصباح بما يلي : هناك عامل سابق في الخدمة المدنية في الكتيبة المرابطة شمال توخل كان قد بدأ مجندا بسيطا لاطلاق النار ثم اصبح ضابط صف وقائد دبابات في مهمة دائمة فدمر في موقع استراتيجي مهم كذا وكذا من الدبابات الروسية وكان فوق ذلك الى آخره الى آخره)) . هكذا تحول يؤاخيم مالكه (الدجاجة) او (الغلبان) هكذا كان يلقبه اصدقائه الى ان حصل على لقب (مالكه العظيم) بينما كان حلمه ان يعمل في السيرك . ان احساس بيلنتس الراوي بالذنب هو الذي يدفعه الى كتابة قصة زميله الذي يعاني من مظهر تفاحة آدم في عنقه فهي تتحرك كما يتحرك الفار عندما يأكل او يبلع او يتحدث ولكن عدو هذا الفأر وهو القط وليد تصور الراوي وخياله يظل غير منظور بحيث لا يُرى وهو يطارد الفار او يلعب به، فما هو الا رمز لمحنته او الى المجتمع الذي يعيش فيه، كما يتناول الكاتب من خلال سرده او عرضه لحياة بطل الرواية والشخصيات الاخرى كيفية تغير قناعات وايمان تلك الشخصيات في فترة ما قبل او بعد الحرب العالمية الثانية .

شارك مع أصدقائك