دموع الورد ..قصة قصيرة

شارك مع أصدقائك

Loading

 محمد محمود غدية / مصر

جلست يوما بين الخمائل والورود والرياحين، فى روضة بستان، إقتربت منى زهرة جميلة، سبقتها رائحتها الطيبة العطرة، آلمتني دموعها التى فاضت، حسبتها فى البدايات أمطار تروي الورد، سألتها عن سبب البكاء فقالت : أبكي من الإنسان الذى يلوي أعناقنا ويذبحنا، ويسوقنا ويبيعنا كالعبيد، ونحن الحرائر، غير عابيء بقسوة الذبح، لنزين مواكب العرس وأكاليل الفرح، ويوما فوق شواهد القبور، وبعد الإنتهاء من رحلة الآلام، نذبل وتدوسنا الأقدام وتكنسنا رياح الأيام، وأضافت أنها الوردة المعصورة فى زجاجات العطر، أريجها يسكر، الغادي والرائح، مزروعة فى وجنات الجميلات، وكراسات العشق والحكايات، تذكرت صديقي حسام الأستاذ بجامعات المانيا وحكايته عن الطفلة الصغيرة، التي صرخت فى وجهه، بينما كان يلوي عنق وردة ينوي ذبحها فى حديقة، قائلة : أتركها لو أخذتها تكون لك وحدك، لو تركتها تكون للجميع، وكان هذا بمثاية درس لا ينساه، هناك أسطورة قديمة تقول : أن الوردة الحمراء، كانت فى يوم من الأيام بيضاء، وكانت هناك أميرة صغيرة، ترعى عصفور صغير تحبه، إشتد عليها المرض، فقال الساحر العجوز للملك : أن الأميرة تحب ولابد لها من وردة حمراء كي تشفى ! من أين وكل الورود بيضاء ؟ يسمع العصفور كلام الساحر، فيطير لشجر الورد الأبيض، ويضغط بصدره الرقيق على أشواكها، يسقي الوردة البيضاء بدمه، تحمر الوردة، تعيش الأميرة، ويموت العصفور، من يومها أصبحت الوردة الحمراء بطاقة حب للعشاق، جففت الوردة دموعها، حين أدركت أن هناك عصفور ضحى بحياته كي تعيش الأميرة، مثلما تمزق أغصان الورود وتذبل وتموت، حديثي للوردة لم يتوقف، حين إبتسمت لقولي : أن حبي لها، يوشك أن يرتقي إلى حافة التقديس

 

شارك مع أصدقائك