فقه نكاح العبيد

شارك مع أصدقائك

Loading

كامل عبد الرحيم

يقول رجل الدين المعروف جدا والذي لم نره يوما شابا لكنه في نفس الوقت لا يمرض ولا يموت والذي قد يخطب الجمعة وهو يرتدي الزي العسكري المرقط مثل نمر حدائق الحيوانات ، رجل الدين الذي عرفت عنه ثروته الهائلة كحال غيره وتخصصه في علوم الدين وفي فرع أو فرعين منها بالذات مثل فقه الحيض وفقه النكاح .

يقول هذا الذي يشبه نمر حدائق الحيوانات في خطبة له مع جمهور غفير متلهف للمعرفة مستهلا خطبته بالقول( بالك يمي لو لا ) ويستمر :
لو كانت لديك عبدة( مؤنث العبد ) و لديك عبد وأردت تزويج العبدة من العبد ومن ثم رغبت بالعبدة فلك الحق بأن تقول للعبد..قف لا تقرب العبدة حتى دورتها الشهرية لتتأكد أنها غير حامل من العبد ومن ثم تباشرها أنت ومن حقك إذا ما عافتها نفسك وأشبعت رغبتك أن تعيدها للعبد ولكن عليه الانتظار حتى( الدورة ) واكتمالها .
بالطبع لا يمتلك جمهور رجل الدين المذكور أي عبد ولاعبدة ، ومن الممكن القول أنهم بأغلبهم هم العبيد وقبل الاسترسال فالعبودية في الإسلام موجودة ومشرعة إذن ، لكن ماذا عن مؤذن الرسول بلال وغيره من العبيد الذين اعتنقوا الإسلام في فجره وبدايته ودافعوا عنه و حتى قتلوا دفاعا عنه في حروبه الأولى . هذا شأن آخر ، لأعود إلى رجل الدين وجمهوره فقد يظن البعض بأن هذا الخطاب لا معنى له وبأن رجل الدين هذا( يثرد بصف الصحن ) ، في الواقع العكس تماما فلطالما كانت أضلاع المثلث( الدين والجنس والصراع الطبقي أو السياسة ) تتبادل الأدوار ، فهذا المثلث ليس مثلثا متساوي الاضلاع بل متساوي الساقين وقاعدة هذا المثلث تتراوح وتتناوب لتكون مرة الجنس وأخرى الدين وعموما هي الصراع الطبقي أو السياسة ، وخطاب رجل الدين هذا لجمهور من العبيد هو خطاب السلطة وقد سقط سهوا من لا وعي السلطة ، فالعبد بين دورتين شهريتين هو الشعب نفسه بين دورتين انتخابيتين وهذا هو فقه الحكم وليس فقه النكاح ، قد يظن البعض بأن حديثي هذا قاس لكنه واقع الحال .
فقه نكاح العبيد في شقه هذا لا يختلف عليه مذهبان من المذاهب بل هو محل إجماع ومتفق عليه وليس كما يحصل هذه الأيام في الاختلاف بين أصحاب عيد الغدير وأصحاب يوم السقيفة ، وعلى كل حال هذا موسم يرتفع فيه( هورمون الشرف ) حتى اكتمال( الدورة ) لتعود حليمة لعادتها القديمة فتترك فقه نكاح العبيد نحو العلوم الوضعية وبالذات علم الرياضيات لحساب ودقة ضبط السرقات .
شارك مع أصدقائك