برهان المفتي
……..
إعلانات بيع القنادر بكل مكان في المدينة، موديلات متعددة، ومختلف الأحجام حتى كل واحد ياخذله القندرة إللي تناسبه باللون والشكل وحتى الرائحة، بس ماكو شي بلاش، ولازم الواحد يعرف شلون يختار قندرته وما يخسر خاصة الكثير هذي الأيام صاروا يلبسون القندرة بلا جواريب.
تمشي بأي شارع تشوف القنادر بوجهك بأعلان براس الشارع ” أختر القندرة بذكاء” و ” قندرتنا سبيلك للمشي المريح” و ” قندرتنا تسهل طريقك للمستقبل”. عبالك چنا صدگ حفاي وفجأة لگينا ناس مو راح يلبسونا نعلان وأنما مباشرة طفرة قندرية. والحيرة بالموضوع أن موديلات القنادر كلش بسرعة تتغير، وأكو ناس تبدل قندرتين باليوم لو ثلاثة، وأكو ناس تتحجج بأي سبب وحجة حتى يبدل قندرته تماماً مثل ما چنا بالزمانات نغير موجة الراديو إذا ما عجبتنا، مجرد طخة زغيرة ببكرة الموجة ونوبات كفخة براس الراديو.
وأختيار القندرة فن وخبرة ومزاج وأهم شي حظ، يعني يصدف ثلاثة يشترون نفس القندرة ونفس الموديل واللون والقياس بس تشوف أثنين مرتاحين ويمدحون بالقندرة والثالث الخايب شبر ما يگدر يمشي، النوب من يراجع أبو المحل يگول السبب بقدمك لأن أنت فلات فوت! يجاوبه ” يابه شلون فلات فوت وآني گاضي عمري ركض مرة عالبطاقة التموينية ومرة عالتسريح ومرة على الباصات ومرات كثيرة ركض حتى ما أنعلس”.. المهم إللي يبيع القندرة هو الربحان بكل الأحوال وما تگدر ترجع لو تبدل قندرتك غير المريحة.
وهذي الإعلانات لها مواسم.. يعني بموسم الأمطار تنزل إعلانات غير شكل وقنادر تناسب الجو الماطر والأعصار، وبموسم الصيف إللي واحد ما يتحمل روحه تطلع إلنا إعلانات غير نوع عن قنادر ما تسبب ريحة إذا بجواريب أو بدون جواريب، وإعلانات موسم الأعياد والأعراس غير عن إعلانات القنادر بموسم الاحزان، وشكثر وطول موسم الاحزان عدنا، من هذا تشوف أكثر القنادر إللي تمشي وتنباع هي القنادر إللي مصممة لموسم الأحزان الدينية والوطنية والقومية.
بس أكو موسم وحدث يتكرر مثل كأس العالم كل أربع سنوات لو مثل السنة الكبيسة، قنادر هذا الموسم صدگ تستاهل واحد يصفن گدام إعلاناتها، يعني القندرة لو حتى بذرة ما تحتاج إلى أربع سنوات حتى تطلع، أدري لعد وين چانت هاي القنادر عن الناس والناس تشوف شوارعها مليانة زجاج ومسامير وما تعرف تمشي إذا حفاي أو إذا لابسين شي برجلهم، شنو چنتو محتفظين بيها بالدولاب مثل قنادر العيد من چنا نحضنها وننام؟
ومن كثر إعلانات القنادر صارت كل مدينة بالبلد ماكو بيها ريحة غير رايحة القنادر وأكثر تجارة مربحة هذي الأيام هي تجارة صبغ القنادر، وهذا همين فن… مو كل واحد مسك فرشة وگعد على تختة يعرف يصبغ قندرة، هاي الشغلة يرادلها مخمخة وتعرف منين تبدي وشنو نوع الصبغ، صبغ مقاوم للماي لو للتفلة لو للطين لو للسيان، لو صبغ مقاوم للتمزق من الشغلة تصير بالقنادر وما تعرف قندرة منو براس منو!
ونصيحة إذا عدكم نعلان قديمة لا ترموها، أهتموا بيها وحافظوا عليها في دولاب مرتب، لأن السنين الفاتت إللي شفناها علمتنا أن نعل الأمس هو قندرة الغد.