أدب أطفال

شارك مع أصدقائك

Loading

فاطمة حسن

عالم سعيد

أنا سعيد ..لا لست سعيداً ،لكن أسمي سعيد كان يجب على والدي أن يسميني حزين أو بائس ..حين أخبرت أبي بذلك شرد قليلاً وقال بعد صمت ..!! عمرك عشرة أعوام وتتكلم عن الحزن ما خطبك ؟

وبدأ أبي يلقي اللوم على أمي لأنها أفرطت في دلالي لذلك ماعدت أشعر بالنعمة التي أعيشها مع اسرة كل همها أسعادي ..وأسمي كان قرار وليس مجرد أسم ..لكنني خيبت ظنهم ،

سألت نفسي وأنا ذاهب للمدرسة لماذا أنا لا أشعر بالسعادة ككل أصحابي ..لماذا أفكر طوال الوقت بقضايا لاتخصني ..ككيف يعيش طفلُ في خيمة او لماذا كرستيانو لم يأخذ كأس العالم بدلاً عن ميسي ..لماذا بنت  الجيران الجميلة  لا ترد علي التحية حين أراها أمام المنزل ..لماذا لا أمتلك هاتفاً ذكياً كصديقي  زياد ،

هل تعلمون ماحدث لي  بعد كل هذا الصراع ؟؟ وجدت كنز ،

كيف ؟

سأخبركم ..ذهبت إلى جدتي والدة والدتي ..كنت لا أحب الكبار بالسن أشعر انهم فضائيون ينتمون لعالم تاريخي وهناك خطأ تقني  جاء بهم لعالمنا صدفة ..حين ذهبت إليها رحبت بي كثيراً ولإنها لاتقوى على السير ..شعرت أن هذا البيت الكبير ملكي لوحدي ..رحت اتجول في البيت وأفتح الخزائن والجرارات و أجرب وصفات في الطبخ كما يحلو لي لقد دمرت لها المكان ..ثم اعدت تنظيفه وهي لاتعلم ماذا أفعل في البيت ، دخلت لغرفة مليئة بالخردوات وأدهشتني بجمالها هناك دراجات هوائية رائعة ومضارب تنس قديمة وخوذ للدراجات النارية ..وقفازات جلدية عليها رسومات نارية ..كان عالماً رائعاً وممتعاَ ..أخرجت الدراجات وتعرفت على صبي يصغرني بعام ،تسابقنا انا وهو بسباق عفوي للدراجات فسبقته ..لكنه صنع لي بيتزا طيبة في مطبخ جدتي وأصبح صديقي المفضل ..صرت  أذهب لجدتي ثلاث أيام بالأسبوع كي أكون سعيداَ..

علمت أن السعادة الحقيقية في مانحبه وإن كان بسيطاً والأشخاص والأماكن التي تشبهنا ..هي من تمنحنا أثمن شيء في الوجود مجاناً ..وهي السعادة ..

شكراً لكم أصدقائي ..

 

شارك مع أصدقائك