حوار مع المبدعة التّونسيّة حبيبة محرزي

شارك مع أصدقائك

Loading

رؤى حواريّة.

حوار أحمد طايل

مصر

متعدّدة الزّوايا الإبداعيّة. قاصّة، روائيّة، ناقدة، كاتبة، مقال، فاعلة بالحركة الثّقافيّة والفكريّة التّونسيّة، بل أجزم أنّها تجاوزت نطاق الإقليميّة وتألّقت برحاب الثّقافة العربيّة، كلّ هذه الإصدارات كانت دافعي الأكبر لإجراء هذا الحوار مع المبدعة التّونسيّة (حبيبة محرزي)

*نودّ بداية إلقاء الضّوء على هويّتك الانسانيّة والإبداعيّة؟

– حبيبة محرزي ولدت في مدينة الأغالبة القيروان ودرست بين رحابها ثمّ انتقلت إلى العاصمة لإتمام تعليمي الجامعي وتخرّجت من كلّيّة الآداب بمنّوبة لأنخرط في سلك التّعليم الثّانويّ. ولعت بالقراءة والمطالعة المكثّفة ثمّ بالكتابة الّتي وجدت فيها ملاذا من قلق وجوديّ جرّاء ظروف ذاتيّة حينا وانسانيّة عامّة حينا آخر. الكتابة جمّلت وجودي كإنسانة تطمح إلى عالم جميل فيه يطيب العيش للجميع دون ظلم ولا انتهاك حرّيّات. بالقلم أصرخ عندما تخمد الأصوات وتمنع من قول الحقّ.

*دوما هناك توافق كبير أنّ العتبة الأولى بحياة الإنسان هي أساس بنيانه بأيّ مجال من مجالات الحياة. حدّثينا عن عتبتك الأولى بعالم الكتابة، وهل كانت عتبة إيجابيّة دفعت بك إلى الهرولة بعالم الكتابة؟

– عتبتي الأولى بعالم الكتابة سبقتها عتبات محتشمة لكن أهمّها كان موضوع إنشاء في أوّل سنة إعداديّ. كان الموضوع” عدت يوما من المدرسة فتفاجأت بحركات غير عاديّة أمام منزلكم…قصّ ذلك”

يوم إصلاح الفرض قال لي أستاذنا رحمه اللّه “الشّاذلي العلاّني”: أبكيتني، يا حبيبة، هل ماتت جدّتك يومها؟ قلت له: لا سيّدي، لم تمت وما كتبته خيال…

لم يصدّق في البداية لأنّني أطنبت في وصف المشهد وتأثيره النّفسيّ بعد ذلك ربّت على كتفي قائلا: واصلي. وسيكون لك شأن كبير في عالم الحرف.

وفعلا واصلت القراءة ثمّ الكتابة ولم يكن في نيّتي أبدا أن أنشر ولا حتّى أن أقرأ ما أكتب. كنت أكتب لأرتاح من حمل يرهقني حتّى روايتي الأولى عنونتها” الوزر”

*ماذا عن المناخ الأسريّ والعائليّ الأكبر والمجتمعيّ وتأثيراته على الخطّ الإبداعيّ الّذي تسيرين به؟

-المناخ الأسريّ والعائليّ والمجتمعيّ يظلّ مرهقا للمرأة المبدعة لأنّ مجتمعنا العربيّ يكبّلها بالواجبات ولا يرى في اهتماماتها الثّقافيّة الأدبيّة والفكريّة إلاّ أمورا ثانويّة تلهيها عن رعاية الأسرة وآداء دورها على أكمل وجه حتّى وإن تفانت في ذلك ونجحت فيه نجاحا باهرا، وما ذلك إلاّ لأنّها امرأة ولو كان الشأن يتعلّق بالرّجل لثمّنوا ذلك وفرشوا له سجّاد الحرير ليبرز ويتفوّق. هذا المناخ هو الّذي جعلني أغوص في أسباب شقاء المرأة العربيّة ومعاناتها مهما كان موقعها ودرجة تعليمها.

*هل مارست الكتابة الشّعريّة ببداياتك مثل الغالب الأعمّ من الكتّاب والكاتبات، وهل هذه الممارسة لها بصمة بكتاباتك؟

-قرأت المعلّقات والشّعر الجاهليّ وافتتنت بصوره الشّعريّة وهمت بشعراء عشقوا المرأة وتغنّوا بمفاتنها وجمالها، لكنّني وفي قرارة نفسي كنت أشعر أنّ الغزل والشّعر يهتمّ باستثناءات ظرفيّة محدودة وأنّ السّرد والحكي والقصّ أقرب للإنسان وأكثر التصاقا بواقعه المتردّي. فكتبت القصّة القصيرة وبعض “الصّرخات” الشّعريّة الّتي تفرضها بعض الظّروف النّفسيّة والاجتماعيّة كمتنفّس أو مهرب حتميّ.

*ماذا عن أوّل قصّة أو قصيدة طرحت للقراءة لدى فاعليّة ثقافيّة، ماذا عن ردّ الفعل لديك، لدى المتلقّي المتذوّق، لدى النّاقد؟

-أوّل قصّة نشرتها كانت في جريدة الشّروق الملحق الثّقافيّ بإشراف الصّحافيّ نورالدّين بالطّيّب ” قميص الأب” كانت قصّة واقعيّة أحمل همّها منذ الصّغر ولم أتحرّر من وطأتها إلاّ بعد أن نشرتها. بعد يوم جاءني تلميذ وبيده الصّحيفة يسألني إن كنت حبيبة محرزي الّتي كتبتها وأنّ والده تأثّر بها كثيرا وكذلك زملائي الأساتذة والمدير. بعدها بقليل نشرت ” قصاص محايد” بمجلّة الحياة الثّقافيّة الّتي تشرف عليها وزارة الثّقافة وكان لها صدى طيّبا جدّا لدى نقّاد وأدباء في السّاحة مثل المرحوم عبد المجيد الرّبيعي وتوفيق بكّار أستاذي وقدوتي وكان يشرف على سلسلة عيون المعاصرة الّتي نشرت للطيب صالح وإميل حبيبي…كما وجدت حينها تشجيعا واهتماما من الكاتبة مسعودة بوبكّر والصّحافيّة والكاتبة هيام الفرشيشي.

*مولودك الإبداعيّ الأوّل وأقصد هنا الإصدار الأوّل، ماذا كان، وكيف استقبل من الأوساط الثّقافيّة والإعلام الثّقافيّ والمتخصّصين؟

– روايتي الأولى “الوزر” صدرت عن الأطلسيّة للنّشر وهي قصّة اجتماعيّة بطلها “حامد” رجل بسيط ظلمته الحياة وقسا عليه المجتمع وقد حظي باهتمام بعض الأوساط الثّقافيّة والمجلاّت الأدبيّة لكن ولأمور خاصّة أوقفت كلّ متابعة وكلّ اهتمام وتفرّغت لتربية أبنائي وتعليمهم ومتابعة تلاميذي وإفادتهم وتوجيههم لما ينفعهم. ورغم ذلك فلم أتوقّف عن الكتابة يوما واحدا لأنّها كانت البلسم الّذي يضمّد المتاعب وينسّب المشاقّ آخر اللّيل، عندما آخذ هدنة من الواجبات العائليّة والمهنيّة.

*حينما تمسكين بالقلم وتبدئين بسكب ذاتك الإبداعيّة والفكريّة على الورق، ماذا يكون نصب عينيك من أهداف ورسائل تريدين أن تصل لجموع المثقّفين؟

-عندما أمسك بالقلم وأبدأ بسكب ذاتي الإبداعيّة والفكريّة على الورق، تكون نصب عينيّ أهداف كثيرة ورسائل أريد أن تصل لجموع المثقّفين خاصّة وللانسان عامّة، منها ألاّ قيمة للأدب والفنّ والثّقافة إذا كانت لا تؤسّس لغد أفضل للمتعبين المرهقين وألاّ جدوى من إراقة الحبر على الأوراق الصّمّاء إذا كانت لغايات نفعيّة فرديّة. لأنّ الإبداع رسالة توضّح وتهذّب وتصلح وترمّم ما عجز عنه الآخرون. الأدب الحقّ هو الّذي يقوّي الرّوابط بين الانسان ومحيطه بين المبدع وقرّائه كي يهبّوا معا لنجدة المظلوم ونصرة من لا نصير له ولأنّ الأدب والكلمة الصّادقة أقوى الأسلحة نجد الكتّاب والفنّانين الصّادقين ينفون من أوطانهم ويلاحقون ويقتلون أيضا ولنا في ناجي العلي وغسّان كنفاني ومحمود درويش وأبو القاسم الشّابي خير أمثلة.

*كيف ترين المشهد الثّقافي التّونسيّ والعربي والعالمي؟

-أصدقكم القول أنّنا في تونس لم نغنم من “الثّورة” إلاّ هذه الهبّة الإبداعيّة الّتي طالت الشّعر والقصّة والرّواية والنقد والفنون التّشكيليّة. هبّة انتظرناها طويلا بعد أن تحرّرنا من الرّقابة وتكميم الأفواه وكبح جماح المبدع كي يخرس صوته فلا يساهم في توعية أو مطلب مشروع أو رغبة في تصحيح مسار شذّ عن الإفادة والرّقيّ بالفرد والمجموعة.

في العالم العربيّ هناك وعي بوجوب الارتقاء بالثّقافة والأجمل الرّغبة في التّواصل بين المبدعين وخير مثال أسعدني كثيرا ما بادرت به ” المجالس البغداديّة” في السّنة الفارطة حيث حضرت وفود من الشّعراء والرّوائيّين والفنّانين إلى تونس واللّقاءات الّتي نظّمت في دور الثّقافة كانت ساعات برقيّ المعرفة والمحبّة والتلاقح الثّقافيّ النّزيه والّتي تكرّرت هذه السّنة أيضا ثمّ عقبها “مهرجان نور تونس للثقافة والإبداع” في مدينة الحمّامات السّياحيّة. كانت لقاءات مثمرة حضرها مبدعون من إنجلترا والسويد ومصر وأمريكا والعراق والمغرب والجزائر…

في العالم أرى أنّ من بين علامات تحضّر الشّعوب إقبال كبارها وصغارها على الأدب والفنّ كتابة أو ممارسة أو تلقّيّا. وهذا ما يلمسه الزّائر أوّل ما تطأ قدماه أرض البلدان الّتي تثمّن الثّقافة وتراها خير سبيل للتقدّم والتّطوّر والتّحضّر.

*الشّائع لدينا أنّ هناك فجوة كبيرة بين الثّقافات العربيّة والثّقافات الغربيّة، هل أنت مع هذا؟ وما الأسباب؟ وكيف يمكن برأيك سدّ هذه الفجوة؟

-فعلا هناك فجوة كبيرة بين الثّقافات العربيّة والثّقافات الغربيّة. الأسباب متعدّدة وأهمّها أنّنا أهملنا المثقّف ولم نهتمّ بالثّقافة ولم نزرع حبّ الكتاب أو الفنّ في النشء إلاّ ما قلّ وما لا يكوّن شخصيّة فاعلة مثقّفة تعالج وتوعّي وتغيّر. والأسباب السّياسيّة أظنّها هي الأصدق فالحاكم الظّالم يكرّس الجهل والسّذاجة المعرفيّة كي لا يقاوم ولا يجد معارضة شرسة ممّن له الحجّة والبرهان على مساوئ من يتحكّم في البلاد والعباد. يمكن

سدّ هذه الفجوة بالتّشجيع على نشر إبداعاتنا في العالم كلّه بالتّرجمة إلى اللّغات الأخرى وتسهيل التّواصل بين الأجيال والمثقّفين للاستفادة من تجارب الفريقين وخير مثال على ذلك لقاء راق جدّا نظّم في جامعة منّوبة للآداب قسم اللّغة الإسبانيّة مع ضيوف مثقّفين قدموا من بلدان مختلفة وعقدوا ندوات مختلفة وقد أهدى الدكتور رضا مامي هذه الأيّام ديوان أبي القاسم الشّابّي إلى الرّئيس الفنيزويلّي بعد ترجمته إلى اللّغة الإسبانيّة.

* من الكاتب والكاتبة التى تبحثين عن كتاباتهم دوماً واسبابك؟

*الكاتب الّذي أبحث عن كتاباته هو ميخائيل نعيمة والمعرّي وأخيرا حنّا مينة وواسيني الأعرج ونوال السّعداوي وغادة السّمّان ونازك الملائكة لأنّهم يغوصون في الوجع الإنسانيّ ولا يكتبون باستعلاء بل في خضمّ الأذى المتمكّن من رقاب البشر.

*لمن تكتبين للآخر أم عن الآخر؟

– أكتب للآخر حتّى يعي مسؤوليّته الأزليّة الأدبيّة كي يكون من النّافعين المصلحين. وأكتب عن الآخر الّذي لا صوت له ولا قدرة على أن يعيش عيشة طبيعيّة. أكتب عن المرأة الّتي تحملها شاحنة الموت لتشتغل بالفلاحة بأجر زهيد لا يسدّ الرّمق. أكتب عن المرأة المعنّفة المقهورة الّتي تباع وتشترى وهي قاصر وتزوّج وتغتصب باسم الشّريعة. أكتب عن المرأة الّتي عليها أن ترضى وتقبل إذا تزوّج عليها زوجها مثنى وثلاثا ورباعا وهي تذرف الدّمع بعد أن يهتك جمالها ويهدّ أوصالها لتعيش منبوذة متروكة ذليلة. أكتب عن الأخ الّذي يحرم أخته من الميراث ويطالب بميراث زوجته. أكتب عن الطفلة تقصى من المدرسة لتعمل خادمة في البيوت حتّى يكمل أخوها دراسته….

*كتبت القصّة والرّواية والنّقد، ما أقرب الأجناس الإبداعيّة إليك؟

-أقرب الأجناس الإبداعيّة إليّ هي الرّواية لأنّها عصارة شبكة لا تنتهي من التّجارب الانسانيّة فيها النّجاح والفشل، الحياة والموت. الظّالم والمظلوم. هي عالم أبحر فيه كما أشاء ومتى أشاء. هي باختصار عالمي البديل كلّما اربدّت الدّنيا حولي.

القصّة القصيرة أو القصيرة جدّا هي لقطة أقتنصها من الواقع بعفويّة وسرعة كي أشحنها بمقصد معيّن مصوّب بدقّة نحو هدف ما لبناء مكرمة أو هدم زلّة وترميم وضع مخرّب.

النّقد أكتبه في الأعمال الّتي تمسّ كياني وتزعزع انسانيّتي كأدب السّجون مثلا أو الشّعر الثّوري أو الأثر الّذي يؤسّس للفضائل ويدعو إلى التّآخي وقبول الآخر ونبذ العنصريّة…

*كيف ترين حال المشهد النّقدي، هل يسير على جادّة الطّريق؟ أم انحرف عن مساره، والأسباب؟

-حال المشهد النّقدي اليوم مضطرب. بعض النّقّاد يلتزم الحياد ويحاول أن يكون موضوعيّا في تناوله للأثر الأدبيّ خدمة للإبداع وللثّقافة وبعضهم يتغاضى عن النّقائص ويسقط في المجاملات خاصّة إذا ربطته بالمؤلّف علاقة صداقة أو لمصلحة مادّيّة، وهذا يشوّه الحقل الإبداعي ويجعله دون المأمول.

*ما رأيك بتصنيف الكتابة إلى ذكوريّة ونسائيّة؟ وهل يوجد فارق بينهم؟

-هو تصنيف صائب من حيث المنطلق والهدف، فمن يقرأ لنوال السّعداوي أو غادة السّمّان أو فضيلة الشّابي أو مسعودة بوبكر سيعلم أنّهنّ يكتبن من منطلق المرأة الواعية بهموم المجتمع وأن الرّجل وإن كتب في نفس الموضوع فلن يسلك منهجهنّ مادام المجتمع يرفع هذا وينزل تلك. هي العقليّة الّتي تميّز وتفرّق.

*جيل إبداعيّ كنت تتمنّين أن تكوني ضمن حقبته؟

– جيل الرّابطة القلميّة، جبران ونعيمة وإليا أبو ماضي….

*هل حقّقت حلمك من الإبداع؟ أم أنّ الكاتب لابدّ أن يظلّ دوما بحالة حلم؟

– لم أحقّق إلاّ القليل القليل من حلمي الإبداعيّ لأنّ الكاتب لابدّ أن يظلّ في حالة حلم وأن يلزم نفسه مالا يلزم ” حسب الآخرين” الأدب رسالة لا تتوقّف حتّى بانتهاء المؤلّف والدّليل أنّنا مازلنا نقرأ الشّعر الجاهليّ والجاحظ…

*هل العمل الخاصّ والبيئة المجتمعيّة الخاصّة تؤثّر على الكاتب؟

– نعم العمل الخاصّ يؤثّر على الكاتب وكذلك البيئة المجتمعيّة الخاصّة تؤثّر كثيرا على الكاتب، فمن يعيش في بيئة ريفيّة ليس كمن يعيش في العاصمة، ومن يعيش في تفاهم تامّ مع من حوله ليس كمن يتخبّط في المشاكل يوميّا.

*هل للكاتب وكتابه عمر افتراضيّ؟

-الكاتب يعيش فترة ويمضي شأنه شأن أيّ كائن حيّ. هو إلى زوال لكنّ مؤلّفه سيخلّد ويظلّ كاتبه حيّا يرزق من خلال كلمات صدق خطّها قبل الرّحيل.

*عمل إبداعيّ كنت تتمنّين لو كنت صاحبته؟

– هما عملان: الأوّل هو ” الفراشة” لهنري شريار و”مرداد” لميخائيل نعيمة.

*ما المشروع الّذي تحلمين أن تكتبيه وبعده تعلنين أنّك وصلت الذّروة الإبداعيّة والفكريّة؟

– ثلاثيّة أكتب فيها بكلّ حرّيّة عن مأساة ” الأنثى” في أفغانستان ومناطق أخرى بعضها قريبة منّا في إفريقيا تكوى فيها المرأة بسياط القهر والظّلم والغطرسة الذّكوريّة. مناطق مازالت تسلّم الأنثى لذكر يفتضّ بكارتها وهي قاصر ويعيدها إلى أهلها كي لا تلحق بهم العار إن اغتصبت يوما. مناطق فيها وظيفة “الضّبع” والّذي هي تسمية لذكر يتولّى المهمّة بأجر ويرجعها إلى أهلها لينادى من أسرة أخرى لنفس المهمّة. مناطق تقتل الانثى وترجمها إن ثبت أنّها ليست عذراء حتّى وإن كان العيب خلقيّا أو بفعل فاعل قد يكون محرما لكن لا أحد يعاقب الذّكر…تلك أمنيتي وإن شاء الله ستتحقّق…

*ما رأيك في الجوائز الأدبيّة؟ هل تأخذ الطّريق إلى مستحقّيها؟ أم أنّ سبلا أخرى للوصول إليها؟

-الجوائز الأدبيّة حقّ لكلّ مبدع متميّز وهي طريقة راقية للتّشجيع على الإبداع المتميّز لكن أحيانا نجد من يفوز بالجائزة ليس أفضل ممّن لم يفز ربّما بسبب علاقات خاصّة أو أختلافات في الذّائقة الأدبيّة. وما تبقّى اللّه أعلم به.

*مدى تأثير الكتابة الإلكترونيّة على المشهد الثّقافي؟

-تأثيرها كبير حيث أصبح القارئ يستسهل القراءة الإلكترونيّة ويترك الكتاب.

*كيف نعيد المواطن العربي إلى القراءة الورقيّة؟

– نعيد القارئ العربي إلى القراءة الورقيّة بتنشئة الطفل منذ أعوامه الأولى على حبّ الكتاب وتثمينه. الأمّ الّتي تقرأ كتابا لابنها قبل النّوم وتمسك هي بكتاب حيثما حلّت والأب الّذي يغلق التّلفاز ليقرأ من كتابه سيقنع ابنه بطريقة مثلى بأنّ الكتاب خير جليس.

المؤسّسات التربويّة ودور الثّقافة عليها أن تحثّ السّير لتعميم الكتاب والتّشجيع عليه. كذلك وسائل الإعلام عليها أن تستبدل البرامج التّافهة بأخرى ثقافيّة تشجّع على المطالعة وتثمّن الكتاب.

*هل نحن بحاجة ماسّة وملحّة لإعادة الوعي الثّقافيّ؟ وهل نحن بحاجة ماسّة إلى إعادة الوعي الثّقافيّ؟ وهل نحن بحاجة ماسّة إلى إعادة قراءة التّاريخ والموروث الثّقافيّ حتّى نستعيد عافيتنا الثّقافيّة؟

– لا بدّ من الاشتغال وبجدّ لإعادة الوعي الثّقافيّ الّذي به نتقدّم في سلّم التّحضّر والرّقيّ.

– قراءة التّاريخ والموروث الثّقافيّ حتميّ لأن من لا ماضي له لا حاضر له يضاهي الشعوب المتقدّمة  مع ضرورة الاهتمام بالإبداعات المعاصرة الّتي تواكب الحركات الثّقافيّة البنّاءة كي لا نتأخّر عن الرّكب ونضمحلّ أدبيّا وفكريّا ونرصّف ضمن شعوب الجهل والتّحجّر الفكريّ.

*رسائل توجّهينها إلى وزارات الثّقافة؟

-ادعموا الكتاب عوض استنزاف الميزانيّة في ترويج الفنّ الهابط والمحطّم للشّباب والنّشء.

*المؤسّسات الثّقافيّة؟

-قوموا بدوركم في تعميم الثّقافة وتشاوروا مع الكتّاب والأدباء والمثقّفين وستجدون السبيل لغد أفضل قوامه الثّقافة والفكر.

*الصّحافة الثّقافيّة؟

-لا بدّ من الاهتمام بالأعمال الجيّدة وإن كان أصحابها في بداية الطّريق. كونوا منصفين.

*دور النّشر؟

-ارفقوا بالكاتب ولا تهضموا حقّه فالكتاب عصارة جهد جهيد من أجله يترك المؤلّف الحياة ليعيش في عالم خاصّ متعب.

*النّقّاد؟

– النّزاهة النّزاهة.

*الإعلام الثّقافي؟

-كونوا خير واسطة بين الباثّ والمتلقّي.

*لديّ سؤال شائك، من يقود الآخر. السّياسة أم الثّقافة؟

-من المفروض أن تكون القيادة للثّقافة لأنّها تضمن السّلامة للجميع وهذا يظلّ المنشود الّذي نلهث وراءه لكنّ الموجود أنّ السّياسة هي الّتي تقود الثّقافة وتوجّه عدستها أينما ارتأت لها مصلحة ما.

*هل تؤيّدينني بالدّعوة لوجود مجلس أعلى للثّقافة العربيّة للتّصدّي لمحاولات طمس الهويّة العربيّة ويكون مسؤولا عن فتح الحدود أمام المنتج الإبداعيّ بكلّ المجالات بشتّى البلدان العربيّة بوقت واحد مع معايير مخاطبة العقول لا الشّهوات والغرائز؟

-اؤيّد بعث مجلس أعلى للثّقافة العربيّة للتّصدّي لمحاولات طمس الهويّة العربيّة لفتح الحدود أمام المنتج الإبداعيّ الرّاقي العربيّ

*هل ترين أنّ غياب لجان القراءة الجادّة والواعية والضّمائريّة سبب في تشويه الشّأن الثّقافيّ؟

-حسب رأيي أرى لزاما على النّاشر ألاّ يقبل طباعة مؤلّف ونشره إلاّ بعد عرضه على لجنة قادرة على التقييم الموضوعيّ بكلّ حياد خدمة للثّقافة كي ننقّي السّاحة من مؤلّفات هزيلة تعجّ بالأخطاء وأحيانا ببذاءات تضرّ المتلقّي ولا تنفعه.

شارك مع أصدقائك