أجربت أن تتعرى الخيول أمامك
مثل امرأة فوق العشب
لترسمها
تنفعل للأديم
الذي يرقبك
مثل طيش السهول؟
خيول
لكني أشم احتراق الخيول
تشظي ألوانها
تبدد صهيلها المنفي
في كبد الفضاء
طيرانها في الهواء
تقلبها كهشيم الورق المتفحم
وسط الدخان الصاعد إلى الرب
الديكتاتوري السادي الخالد
خيول
لكأن المضامين تنزفني
تلوك عظامي
لترشح ذاكرة زانية
لكأن الظامئين
هناك
على ضفة نابحة
تداعب نهرا هنا
سمكات هناك
وتنشب في قاربي
مخلب الرائحة
خيول
كأن الرماد رمادي
شهوتي الجائعة
لكأن المواخير
أمتعتي الضائعة
وبعض الفسوق حبوري
وبعض الشتائم
أغنيات بذاءتي الرائعة
خيول
بخفق بيارق ألوانها
تضطرب لغتي
تنزف الكائنات
تعربد في رئتي
كل صولاتها
نحو نار الدخان
اليعترش حلق غليون
راع قديم
تجمد إصبعه في الجحيم
خيول
وأمقت أن أتعبد فيك
أدس مجدافي المتعرق
بين نزق واحتراق
كأن القيامة تجلت هناك
تعالى ضجيجها
كل الإوزات خرت صريعة
ونامت على أنجمي البارعة
خيول
كأنك مختمر لجراحي
نقيع لدمي
وسط كأس الجماع
وغرة ذاك المقدس
في شدوه
في الحقول زنابق مثخنة بالبياض
تكرس فتحا جديدا وراء الذبول
تموت الخيول
ولا تعرف بيع حلمتها للكلاب
تموت
ولا تحتضر بابتذال
تشم صنوبره كالهيام
وتعرق حين يطول القيام
لتلهب كل صهيل بخيشومها
إذ تعود حزينة
خيول
وهو هناك كإصبع من خيزران
يهيم في محفل واجم
مثل لحن كسير
يرقب كيف ستمسكه
كف ريح هطول
حورية عارم ستنكثه
وتلعق كل عواطفه
التكتنز من زمان قديم
فيطلقها فوق صدر رحيم
خيول
وجار الزمان
ومزق في غدره أغنياتي
تيبس حلمي من فرط عشق ملبد
بينما تتفانى على خصر أمنية
لا تبالي
تبيع المعاني على ضفة من خداع
وتكتب على سرير الغواية
إني أعاني فداو احتضاري
وغض بطرفكِ عن سقطاتي
وكانت خطايا
تعلق فوق جدار قبلة
خيول
تجف البحار ويبقى الغريق
وتبقى المسافة بين المدى والحريق
تبدد أوهامها موجة المهرجان
أجربت أن تتعرى سدى
وترشح في لحظة أقحوان
أجربت أن تقذف صرختك في اللامكان؟
أجربت كيف يجرب فيك الحبيب ناقوسه واللسان؟
كيف تموت على مهل
على عجل
على وجل
كل يوم وتحسبه افتتان؟
خيول ويمر القطار
تاركا خط المسير
أثر تموت الخيول
كما نخلة وحيدة
تموت الخيول
وحيدة
وتترك أغنية من صهيل
على شعرها وبعض دموع
وحفنة أعيرة فارغة
علاها الزبد
وظل حزين
جنوب الحنين
خيول
أجربت أن تتعرى الخيول أمامك
مثل امرأة فوق العشب
لترسمها
تنفعل للأديم
الذي يرقبك
مثل طيش السهول
أفكرت كيف تعري الخيول؟