الشعر حالةٌ صوفية

شارك مع أصدقائك

Loading

علي السالم

……..
إن نشاطَ الروح المستمرَ هو الكلمة، وللكلمات كيمياء خاصة بها، كما يقول رامبو، والشعر مخرج خطير وغامض من مخرجات الروح.
وهو يهبُنا ادراكاً رائعاً للحياة، ويمنع النفس الإنسانية من التآكل. (وكلام الشاعر أصواتٌ محلُها من الاسماع، محل النواظر من الأبصار) كما يقول الجرجاني.
والشعر (صناعةٌ وضربٌ من النسيج وجنسٌ من التصوير) كما يقول الجاحظ.
والشعر يستلزم إمكانيات روحية إستثنائية، فالمنجز الحضاري ُمموّل مهم للتجربة الإبداعية الشعرية، وكذلك الذاكرة والحلم. فالحلم وقدرته الإستشرافية، تضفي على الفضاء الشعري، هيبةٌ إبداعية.
والنص الشعري الذي يخلو من الحلم، ما هو إلا عمل سيري ناقص.
الشاعر يكتشف مجاهل نفسه وعالمه الباطن، ويكتشف لغته ويعيد بناءها، لتكون قادرةً على الإيحاء بعالمه الجديد.
النصوص الشعرية مُصممة لتثير فينا القلق.
والظروف الغامضة تعتبر من أهم أسرار التكوين الشعري.
نداء الشعر، نداء لغة خاصة عميقة ، لاتقيم وزنا للسائد المألوف اللغوي.ويجتهد في خلق فضاءات يقترحها المتخيل.
وبقدر حيويته، تكون هذه الفضاءات أصيلة مُتجددة.
والشعر يجب أن يكون صوفياً ومنفصلاًعن الاخلاقية، عن الحقيقة والموضوعية، وظيفته ان يكون جميلاً وبلا جدوى. والإنسان عاشق يهوى المجهول، وفرصة اللقاء غير المتوقع قد تخلق الإلهام.
إن إتساع الوعي، يؤدي إلى إكتشاف المتاقضات، مما يستدعي البحث عن ملاذات ومنها اللجوء للخيال الإبداعي.
من أجل تفادي الغربة المُفضية إلى منفى او ان ينقطع الإبداع الشعري عن تاريخه.
شارك مع أصدقائك