في المكان وأثره
” إن العصافير التي ظللت المكان
لعاشقين انتحرا بالشمس،،
محكومةً بالقتلِ حتى الموت
محكومةً بالصمتِ “
موفق محمد
في كل زيارة اقتطع وقتاً لنزهة في هذا الأفق الممتد بجمال لامتناهٍ، هذا المتنزه _ الحديقة ذات المساحة المجنونة _ متنزه الشعب _ الذي يشغل بدايات_ شارع سالم _ يكتظ بالناس ؛ وببضعة عازفي آلات موسيقية مختلفة يتخذون من أركانه المترامية فسحةً لممارسة الجمال .
بالأمس دفعني فضولي في البحث عن جذور هذا المكان، بعد أن تأكد لي عمر سائق التاكسي التي اقلتني إلى _ سرجنار_ وهو يكبرني بثلاثة أعوام إذ أخبرني بأنه كان معسكرا أو _ امرية موقع _ لغاية انتفاضة ١٩٩١ التي قلبته إلى متنزه .
اتضح في اليوم الثاني عدم دقة معلومات محدثي لكنني ابقيت افتراضا انها كانت ثكنة عسكرية .
قلت مع نفسي : هل يرتاد هذا الجمال من امضوا السنوات من أعمارهم وهم بأمرة ضباط ونواب ضباط وعرفاء؟ وماذا يستذكرون ؟ وكيف يفصلون بين تلك الفصول الجحيمية وهذا الجمال ؟ هل روضوا اذانهم على سماع الموسيقى؟
هل استبدلوا _ بوق النهوص الصباحي _ بأغنية لفيروز؟
للمكان اثره في النفس ولابد من استذكار كل صفحاته وتحولاته ، لامفر من ذلك .
في المكان العاب رياضية تمارسها مجانا أيضا.
كل شيء مجانا الا الحرية فلها باب حمراء _ حمراء تيمنا بالدم الذي يدفع لأجل نيلها .
هنيئا لمن قلبوا هذا المكان وارتفعوا به جماليا دون تشوهات ، يعني لم يبنوا مولات ولا مكاتب تجارية وعيادات تسمعك بعض انين واضطرابات المرضى . بل جعلوا منه حدائق روح تواقة للحب .. الحب .. ثم الحب .
السليمانية
٢٤ تموز