الطاعة   ..الولاء ..  الحوار .. العقل   النقدي  الإنساني  نموذجاً… وديع شامخ

شارك مع أصدقائك

Loading

الطاعة   ..الولاء ..  الحوار

العقل   النقدي  الإنساني  نموذجاً

……….

منذ  بدء  التكوين مكانا وزمانا ،  كائنات وحيوات ، أفق ورؤى .. كان للإنسان  كلمته وحواره  مع الآخر ميتافيزيقا  ممثلا بوجود ” خالق كلي المعرفة والقوة ” ، وفيزيقيا مع  العقل البشري المندهش  والمتفاعل سلبيا ام ايجاباً مع معطيات ” الخالق ” المتعالي .

الحوارية إذن  ذات  بعدين مهمين  في الرسالة والتلقي ، بين المرسل  والمستلم ، بين  المنتج والمتلقي .

وبما أن  العقل البشري الطفل أولاً ، مارس دور الدهشة والطاعة   لعلاقته  مع محيطه الكوني ، والظواهر المرافقة له ، ولقرون مديدة ، تجدّد دم العقل وصار مراهقا يرفع سبابة السؤال  الوجودي ،

ومنذ بدء السؤال   تحول الكائن البشري  في حالة حوارية  نافرة وصار الشك  وسيلة والقلق رهان .

هكذا أذنت المناهج التاريخية ” مادية ومثالية ” في فهم التطور التاريخي للمجتمعات البشرية  ، وحصرها في نظريات الكم والتوصيف اولا ، ثم تعويمها  كمحطات تاريخية   لتطور المجتمعات ، وفق نشوء وضمور  المجتمعات وفقا لرؤية تاريخية متصاعدة في التوصيف الزمني ، كما جاء في الفهم الماركسي ، والتوصيف المادي  التاريخي  عبر التمظهرات ” المشاعية البدائية ، الرق ، الإقطاع ، الرأسمالية ، الاشتراكية ، وصولا الى الحلم الشيوعي ”

هكذا تفترض الماركسية التاريخية ماديا عبر هذه  السدادسية  التاريخية  لوصول  المجتمع  الإنساني الى الحلم  الشيوعي  ومعهم   الطوباويين  العظام  في الحلم ” اليوتيبي/  كسان سيمون وفورييه وأوين “.

وهناك العديد  من التوصيفات التي تقرن الكائن  المندهش وبين  الملتبس تماما في رسالات  السماء عبر منظومات عقائدية وسياسية.

وكلما ابتعدت الدهشة  تمرّس اليقين في فرض منظومته  الفلسفية  أولا ، والسياسية ثانية والواقعية الدينية  أخيرا..حيثما حانت فرصة لي الاذرع  بقوة الكهنوت .

هناك فريق  ثالث يقف على تل الشك ، بين براءة الطفولة ، ونزق السؤال، وحرق المسافة بين الشك واليقين .

هناك الكثير من  الآفاق  التي  تمنحنا كمتلقين  إزاء السؤال وسطوته ، عبر  ترويض  السؤال وتفعيل   الجواب ، ترويض  الشك  وتفعيل  اليقين .

…..

الطاعة وجدت لها  طريقا بين  الكائن والسماء ،فملكت  الحوارية بوصفها ” ملك عضوض”

شرعت المذاهب ، ورقصت لها متناً  مقدسا، ودقت أسافين  لها  في كل فج  سؤال .

……

الولاء 

حمل قلادة الطاعة  في حلبة السباق ، ونزعها عند مفترق الطرقات .. الولاء كشر أسنانه  لتمريغ وجه  الطاعة ومن يمثلها  في انف الشارع  ..

الولاء  امتلك الشارع ، ليس طاعة  للحق ، بل نكاية في مشروع الطاعة كايدولوجيا دينية .

 …الولاء بهاجس سياسي  يجرح ويداوي  معا .

الحقول تتداخل  بشكل مريب ..وما زالت الرسالة  قيد الوصول  الى المتلقي .

الوصول الى الطاعة المطلقة   يعني   الوصول الى نفق   بلا نور ..

الوصول الى ابجدية   بلا ناطقين

الوصول  الى مدارس بلا درس ، الحدائق بلا عطر ..

الطاعة   تعني اللاسؤال

تعني  نقض العلاقة الحوارية  بوصفها مهنة العقل  الفعّال..

الطاعة

لا  طبقات لها

لا نظريات

لا فروض 

الطاعة هي  السماء بلونها فقط الازرق فقط

هي وجود البطل ، المنقذ ، القائد المُخلص …

….

وانت تتعثر في طفولتك بين نفق الأسئلة ، وشك  ويقين ..

وفي نهاية  النفق   ، تخرج بكامل الأسئلة ..

لا أفق لك

لا شمس  تحجب   ذبالة شمعتمكَ 

النفق أفعى  والسؤال حوت أزرق

…..

 إذن  في هذه الإشكالية  لابد من معايير متعالية ، معايير فوقية خارج  المتعارف عليه واقعا وعقلاً  وفروض ..

طالما أن المعايير البشرية العقلية فشلت في الوصول الى نهاية للحوارية العاطلة من القياس والمقبولية .

كل المتحاورين من العقول  والرؤى لم يصلوا الى حوارية لها ظهير من غير ” عقولهم ، كتبهم ،  مناهجهم ” القارّة كحجة عليهم فقط ..

فكلما طلب العقل الآخر  اثبات احقية قولهم ، جاؤوا بمصاديق من عندهم  .. وتلك هي المعضلة والعوق  الدائم في الفهم الحقيقي  للفرق بين الطاعة والولاء والسؤال ،  الذي يفضي الى حوار

فعندما تكون، انت الخصم والحكم ..   تبطل المحكمة في شرعيتها .. وعندما تكون الصدى فقط ، ينتهي دور الصوت كقوة للتغيير ،  وعندما تتساوى  أدلة الفرقاء ، لابد من معايير عليا تكون حكما على المنظور .

 معايير   عامة بإنسانيتها ، عامرة لسماء بلا  ضلالة التفسير ، ولا تُجيّر  لمنهج ما  .

معايير أعلى من حجة المتحاورين  نظريا ،  حيث  ان هذه المعايير   ستختفي  في لباس روحي ، ليس كوصايا   ملزمة   لمعتنقيها ، بل كمشتركات عامة لكل المتحاورين ، هناك  فقط ينتصر الحوار على أرضية صلبة من المعايير خارج  أنساق المتحاورين  في سؤال الوجود ،  وسؤال الحياة ، وسؤال  القدر.

   الآن  فقط

اقيم  للشك

عرسا ..

وأما اليقين فلا يقين …

……….

  أقف كعلامة  استفهام

لابتكار  أسئلة لا أنفاق لها

 لا سماوات   تقطر وصايا ..

أسئلتي خالية من  أوكسيد  الطاعة والولاء والسماء الزرقاء ..

انا غارق  في حلمي  بلا وصايا

منتظراً عقولاً سامية وخالية من صدأ الجبروت ، ومزايا المخيال ، ونزوة  السؤال ، وضلال الغاية  .

 الحوارية الإنسانية هي بيضة الوجود الخارج من مثلث ” الطاعة ، الولاء ، الوصايا ” .

………………

 

 

شارك مع أصدقائك