دالغة/ رفع قضية .. برهان المفتي

شارك مع أصدقائك

Loading

دالغة/ رفع قضية

برهان المفتي

………

بكل فلكة لو ساحة بأي مدينة في العراق  نشوف إعلانات عن الكرينات والرافعات بكل أنواعها، وبكل تقاطع شوارع لو إشارات المرور نشوف أرقام رافعات إلى درجة أن أسماء وأنواع الرافعات صارت تنافس شكولات وچهرات ناس لاعبين فلك بحال المدن العراقية. وبسبب هاي الكثرة بالرافعات صارت شغلة الرفع ممارسة عامة عدنا بالمجتمع العراقي، رفع الأسعار ورفع السرية عن المعلومات ورفع سقف المطالب ورفع قبغ البالوعات ورفع ستر البلاد.. بس أهم رفع إللي دخل للحياة اليومية بالعراق هي شغلة رفع قضية. هي صارت كشخة إذا واحد يرفع قضية، مو مهم نوع القضية بس المهم يرفع قضية.

يعني لا تستغرب إذا واحد رفع قضية على أبو الفلافل لقلة العمبة باللفة، لو واحد يرفع قضية على الحلاق لأن التسريحة إللي شافها على راسه بعد الزيان مو نفس التسريحة إللي أتفق عليها وي الحلاق، لو وحدة ترفع قضية على دائرة الهوية  لأن صورتها بالهوية طالعة عبالك مو هي، كل عين بجهة والخشم كبة والحواجب بلوزة صوف مال الزمانات، والنوب حتى شوارب عدها.. إي مو حقها ترفع قضية !

الجماعة إللي بيدهم أمر البلاد تاركين القوانين ومشغولين بمتابعة برامج التلفزيون حتى يتصيدون للمذيعين والممثلين، ويفسرون كل كلمة وحركة ومكياج وديكور  بحسب عقلياتهم، والمثل يگول إللي جوة إبطه صخلة تمعمع إللي هو شرح تفصيلي بصوت الصخلة  للعبارة مال المثفقين  ” يكاد المريب أنْ يقول خذوني”. الدستوريضمن حرية الرأي والتعبير، بس الجماعة أخذوا هاي الفقرة وفسروها عساس حرية تفسير كل عبارة بحسب ما يريدون، والتعبير عن حب البلاد بالحفاظ على أموال البلاد في جيوبهم وقصورهم.. أما الناس فما لها لا حرية الرأي باللي د يشوف ويصير ولا حرية التعبير لا بالكلام ولا بالإشارة. وصار موضوع رفع القضية من هذولة الناس المهمين والقائمين على إدارة البلاد يحتاج إلى إستحداث هيئة عليا للكرينات والرافعات تخصصها قضايا الرفع والتنسيق مع أصحاب الرافعات والكرينات للإستجابة السريعة لأي موضوع يستوجب رفع قضية ضد المواطن والبرامج التفزيونية ورسامي الكاريكاتير والممثلين والكتاب والصحفيين، لأن من كثرة هاي القضايا صار عدنا نقص بالكرينات ولازم حجز مسبق وواسطات حتى يجيك الكرين لو تجيك الرافعة بوكتها دون تأخير، مو تطلب رافعة مال بناية من عشرين طابق ترفع ميتين طن بس تجيك رافعة شوكية ما ترفع غير ربع طن، كلشي بحساب وعلاقات وعمولات.

أقترح على الناس أنْ يستثمروا في شراء الرافعات والكرينات وأخذ دروس قيادة وتشغيل الرافعات بكافة أنواعها، لأن شغلتنا تطورت من رفع الشيسمونه في الظروف الجاجيكية والفستوقية إلى رفع قضية، وأنت بكيفك أي قضية تريد، داخية لو خارجية، تاريخية لو مستقبلية، قضية ماضية وأصحابها صاروا طوز وتراب لو قضية مضارعة توها د تحصل بسبب الخلاف العشائري لو الخلاف على القسمة بسبب الجهل في أبسط تعاملات الطرح والجمع والتوزيع… الرافعات راح تصير عليها طلب كلش هواية وسحب قوي من السوگ، وكل جهة راح تتخصص بماركة من الرافعات لأن الموضوع مو هيتة وياهو يريد يدخل للسوگ، كلشي بحساب ونسبة وحصة.

بس نگول للجماعة إللي يرفعون قضايا، بلا زحمة إذا عدكم رافعة متروكة محد بحالها بلكي ترفعون من قيمة المواطن العراقي، ترى هذا هم يحتاج رفع وهمين قضية.. بس تحتاجون شرح حتى تعرفون شنو قضيته وشلون ترفعوها.. كل هذه السنوات وأنتو ضاربين دالغة وما تعرفون شنو الموضوع وليش محتاج رفع !

شارك مع أصدقائك