غريب فيينا
الشاعر العراقي المنتحر .. قاسم جبارة
لا قبر له ، لا شاهدة تدّل على اسمه، مات الشاعر والرسام العراقي قاسم جبارة منتحرًا في دولة النمسا عام ١٩٨٧ في زمن كانت دولة العراق البوليسية تطارد المهزومين من بطشها في دول أوروبا التي لم تمنحهم سوى الإقامة في أرضها، وما يفعل الشاعر الحالم سوى أن يقضي أوقاته في تفكيك العالم، علّه يصنع مشهدًا سحريًا من دهشة الكلمات، لا أحد يهتم به في مجتمع تسحقه الآلة وتسيّره المادة التي تسوق الجموع كالخراف إلى مصانع العمل،
ولا حتى المرأة الغربيّة التي يحلم بها الرجل الشرقي الجالس في بيت الطين استطاعت أن تجعل منه زوجًا يتخلى عن مغامرة الشعر الذي يفلت من جديّة العالم،
ليظل طفلاً أبديًا
وحينما يحاصركَ الماضي الذي يركض وراءك مثل كلب مجنون وحاضر يجردك من كرامتك، ويجعلك تتخلى عن أحلامك، تجد نفسكَ تهوي بدويّ صامت سرعان مايصطدم محدثًا أنينًا خافتًا، ليسكت بعد ذلك ألمكَ ،وينطوي عمركَ في ميتة سوف لا يتذكرها سوى من يهمه الأمر.
عقيل منقوش.ملبورن
٢٠٢٣
……………..
راض بالموت وبالمنفى، وعنف الركلات
وبالمرحاض الرطب
وبالغرفة في آخر طابق
وبتوزيع الاعلانات
وبموزارت الممنوع عليَّ
بحذاء العسكر
بجواز هولندي
بفتاة مفلسة
راض بالصمت
وبالثرثرة العظمى
بالهذيان الهائل
بالذكرى إذ تسقط في بئر سوداء
باللحية والشعر الكث
وبالجلد المدبوغ
وبمسح صحون القوادين
بنشيد الصف الثالث
بصديقة الملاية
بالقرآن
بتنزيلات السوق
راض بأصحاب جلاف
برسائل حوليات تأتي من بغداد
بالطابور الخامس
بقلعة صالح
بترتيلات اسمعها حين انام
كأنين لا متناه