(هذا الخلل أيضاً من عيوب هذه المؤسّسة)
ـ شقائق، توقيعات، خواطر وملامح ـ
ـ شوقي مسلماني.
مِن البُعدِ مصالحة
ومِن الإقتراب مصالحة أقلّ.
**
الزئير زئير ولو حشرجة
والسمّ سمّ.. ولو فيه شفاء.
**
خابَ
من لا يتعامل
مع فصول في حياتِه
كأنّها فصول من حكايتِه.
**.
“أيّها السادة
لي فيكم بنفسج.
الجسمُ قوي، القلبُ حميّ
الخلقُ حييّ، القوامُ مفتول
نفسُه حلوة، فتنةٌ في فتنة
كان أجمل شبابِ المدينة.
لم يتخلّق بما ينفِّرُ الناس
وليس فيه شيء من الدنايا
التي تذهب بالمروءة
لسانُه عفّ، لم ينطق بهجْرٍ قطّ.
كانت قسيمة، وسيمة، غضّة، لطيفة
عطريّة كأنفاسِ البنفسج، ترسل شعرَها الناعم
على ظهرِها العاجي تارةً
وترسله على صدرِها المرمري تارةً
يداعبُهُ النسيم، تقبّلُهُ الآلهة
ترنو بعينين نجلاوين، تفتر عن فمٍ خمريٍّ شتيت
كانت أجمل حسانِ المدينة.
التحقَ بسفينةٍ، حتى غدا ربّاناً
خبيراً بدرجاتِ الشمس، واسعَ الدرايةِ بمواقعِ النجوم
عارفاً بأحوالِ الرياحِ والأنواء، عليماً بمعالمِ اللّجج
ومواضعِ الشطوطِ والصخور.
ورأى كروعَ كرمةٍ ضخمة
تنمو وتعرّشُ فوق سفينته العالية
عساليجُها تعلقُ بالقلوعِ وبالمجاذيف
تلتفُّ أظافيرُها حولَ الحبال
ألقى نفسَه في البحر الذي كان يفور ويثور
وتلاعبتْ به أمواجُه.
وفي غبشةِ الصبح كان شيئٌ صغيرٌ
يتأرجحُ على صفحةِ اليمّ، آه، إنّه غريقٌ آخر”.
**
الوجوه ذاهلة
الحرارةُ فوق الأربعين
لا قطرةَ ماء والمشهدُ يتكرّر
مهيضو أجنحة، المسافاتُ سنوات
شِباكُ صيّادي السمك في البحارِ البعيدة
لا تزال ترفع عظاماً بشريّة
لا، لا نفع بعدُ من رفع تقارير
للجهاتِ المعنيّة الرسميّة
الحرائقُ في الوجوه
من أثر خليطِ الملحِ والنفط
من أثرِ نفاقِ العالم
لا، لا تقلْ إنّي أسأتُ فهْمَك
إنّك لا تكره، إنّ القلوب تقسو أحياناً
لا، لا تقلْ إنّكَ تطلق الرصاص
فوق رؤوسِهم
لجماً للإكسودس ـ الرحيل العظيم
قلْ هم لا يشبهونكَ فقط.
**
دير ياسين،
مِنَ الخامسة فجراً إلى 11 ظهراً ـ
9 نيسان 1948.
هم حازمون، أنتم كلٌّ منكم في قاعِ جرحه،
ذئابٌ هم، وأنتم كلٌّ منكم جنازة،
عيونُهم متمرِّسة،
أنتم بالكاد بعدُ منكم رأس،
طهارةُ سلاحِهم ـ
عينُ هولوكوست 9 نيسان 1948 ـ
شرط 15 أيّار 1948.
بقروا البطون، سرقوا المصاغات،
الساعات، النقودَ، المواشي، السكّرَ، الطحين.
أنتم موضوع طهارة سلاحِهم.
وقالَ شاهدُ عيان
عملَ طبيباً في الجيش البريطاني
سنوات الحربِ العالميّةِ الثانية ـ
حربِ اللصوصِ الكونيّةِ الثانية:
“مثل ما رأيتُ في 9 نيسان 1948
لم أرَ طوالَ خدمتي في الحرب،
نساءٌ، شيوخٌ، أطفالٌ، شبابٌ
وانهالَ الرصاصُ عليهم،
قتلوا طفلاً بالرصاص أمام عيني أمِّه
وفيما هي يُغمى عليها قتلوها أيضاً،
شابٌّ هزيلٌ ارتدى تنكّراً ملابسَ أمِّه،
اكتشفوه، ضحكوا منه، وقتلوه
أُحرقوا جثّتَه أمام الصحافة العالميّة.
جثثٌ متناثرة في الطرقات،
جثثٌ متكوّمة في زوايا البيوت.
وقالَ شاهدُ عيان بريطاني آخر
أنهى حديثاً خدمتَه العسكريّة:
“حقّاً ما أكثر الجرائم في العالم”.
**
الآخر
هو أنا الآخر
ولكن لا يعني ذلك
أنّك تسكت.
**
ربّما المسألة
هي مثلما الرؤية
من وراء حجابٍ كاشف.
ما قد تحتجُّ به أيضاً مؤسّسة،
الأخلاقُ السائدة، الجماعاتُ السائدة،
الأطروحاتُ السائدة، الأسماء، الطعناتُ المتبادَلَة.
ميدانُ القتال يلحقُهُ التحديث،
العينان الإثنتان، العينُ الثالثة المقتلَعة عن سابق تصميم ورصد،
الجُنَحُ، الجنايات، الذين هُزِموا ونهضوا.
أن تعيشَ كريماً أو أن تموتَ عزيزاً عند ذروة.
ورَقَة، قبلها ورَقَة وبعدها مجرّد ورَقَة،
في كتاب صدْفة، خطأ وحظّ،
وليس ربّما، بل بالتأكيد،
وهذا الخلل أيضاً مِنْ عيوبِ هذه المؤسّسة.
**
“لا كلامَ يعلو فوقَ قامةِ غزّة،
كلُّ قولٍ فيها نقصان، وحْيُها لا يكتمل،
حُوصِرت مِن كلِّ الجهات، افتتَحتْ بجراحِها طريقاً،
لا سبيل للتخلّي عن سلاحِ المقاومة ضدّ الإحتلال
مهما كان عددُ الشهداءِ الأطفال،
أطفالُ غزّة هم صُنّاعُ مستقبلِها،
ومهما أُبيدتْ عائلات مِن شجرةِ فلسطين
باقونَ في فلسطيننا إلى الأبد”.
**
يعلمُ حجمَ النارِ المتّقدة
ويعلمُ أحجامَ الجبهاتِ المتقاتلة.
**
الثورةُ
هي بمقدار ما تستطيع
أن تدافع عن نفسِها.
**
الإنسانُ
دجّنَ الخيلَ، الجملَ
والكثيرَ من الكائنات
التي استنسبها
في الطريقِ العمياء..
الهرّةُ
دجّنت ذاتها
وربّما هي تدجِّنُنا
من يدري؟..
ومنذ أكثر من مئتي ألف سنة
هوموسوبيان ـ إنساننا الإفريقيّ الأوّل
يدجّنُه العملُ ووعيُه..
ولا يزال بحظٍّ قليل، ليتصالحَ مع ذاتِه
ومع الآخَر
وإن بأملٍ أكثر.
**
الشمسُ
لا تشرِقُ من جهةٍ واحدة،
تشرِقُ، وفي الآن ذاته،
من جهةِ “الجنوب” ـ جبل عامل ـ لبنان
بكلِّ أهلهِ الذين أبدعوا قيامة “تمّوز”.
السلامُ عليك يا ابن الأرضِ،
وعلى أخوتِك الذين يتجرّأون،
لكم الأفئدة والعيون،
السلامُ عليكم يا سيّدَ البلاد
يومَ ولدتم، يومَ وقفتم، يوم انتصرتم،
يا حاضرَ البلاد، يا جبالها، يا شمسَها.
لا تشرِقُ الشمسُ مِنْ جهةٍ واحدة،
تشرِقُ، وفي الآن ذاته، من جهةِ الجنوب
بكلِّ أهلِه الذين أقدامُهم ينابيع، أكفُّهم حقول،
جباهُهم شامخة، وظهورُهم صخور.
سلامٌ عليك وعلى إخوتِك
وجميع رفاقِك الذين يتجرّأون
يومَ قلتَ، يومَ وقفتَ، ويومَ انتصرتَ.
الشمسُ لا تشرِقُ من جهةٍ واحدة،
تشرِق، وفي الآن ذاته، من جهةِ الجنوب
بكلِّ أهلِه الذين لوّنوا الأفق،
السلامُ على الأشجارِ المباركة،
جذورُها قويّة في الأرض مثلكم،
السلامُ على الطيورِ
التي تتلمذتْ في الطيرانِ عليكم،
السلامُ على النسائم التي على رِقّتِكم،
السلامُ على أنصارِكم وجميعِ حلفائكم
الذين تجعل وفاءَهم ديْناً في عنقِك.
السلامُ على القمر، على الظلالِ، على الندى.
لا، لا تشرِقُ الشمسُ من جهةٍ واحدة،
تشرِقُ، وفي الآن ذاته، مِنْ جهةِ الجنوب.
**
“أهلاً وسهلاً،
أنتم الآن في بيوتكم،
شرفٌ عظيمٌ أن نقدِّمَ،
نحنُ الفقراء،
لكم، شيئاً،
ماذا يضرّ لو لم يبقَ لدينا شيء؟،
مجيء جيشُ الإنسان الإنسان
يعني أنّنا في الأرضِ المحرَّرة،
والثوّار
هم الذين لا يسمحون للجوعِ أن يمرّ”.
**
“من أنتَ لتقول كيف يجب أن أحبّ
ومن أنا لأقول لك كيف يجب أن تعيش”؟.
**
حقُّ الزهرة
أن يطوفَ النحلُ حولها.
**
خرجوا
في زمانِ الحلم
مع الماءِ، مع الشجرِ
والزهور
مع النملِ، الفراشاتِ
العصافير
نظروا إلى الرمل
أَصغوا للنهر
تحدّثوا مع الريح
كبيرٌ
قمرُ البلادِ الشاسعة
أسماؤهم
قوسُ قزح
الرئةُ
يوكولابتس
خرجوا
في زمانِ الحلم ـ
أبوريجنال أستراليا ـ
السكّانُ الأصليّون.
**
The Wall
Will Fall
الجدار سينهار.
**
“أين يجتمع الشَعرُ من دون الجِلد
الطموحاتُ العالية قد تنسفها هفوات
والماضي، كالدخان، دعه يمضي”.
**
أخرجُ إليّ
أم أخرج عليّ؟.
**
“إبحثْ
عن نفسِك بنفسِك،
لا تسمحْ
أن يخطّوا طريقك،
طريقُك هي
طريقُك أنت وحدك،
وللآخرين
أن يعبروها معك،
إنّما ليس لأحد أن يعبرها
عنك”.
**
ليستِ البلادُ
هذه الشمس الرقيقة
لا، وليست هذه الخضرة
ولا ينابيع السكّر
إنّها أهلُها ـ الفجرُ الآخر.
**
“الفارق
هو كيف يتعامل كلٌّ منهما
مع الخسارة”.
**
ينزل ويقول
يصعد ويقول
ينقطع ويقول
شمسٌ، ليلٌ، زهور
ويجتمع ويقول
رماد.
**
وكم سيهزّ رأسَه
عندما كم سيتأسّف.
ـ “كلّ ما هو بين مزدوجين صغيرين مترجم أو منقول.. وغالباً بتصرّف”.