نصوص .. الشاعر وديع سعادة

شارك مع أصدقائك

Loading

شيء من هذا القبيل

لم أحلم مطلقاً بأنَّ ذلك قد يحدث:

مجموعة هائلة من السنوات

وعليّ أن أُبيدها

بمطرقة!

كلُّ هذا وَصَلَ فجأة

كبركان يجب أن أعزل بلحظةٍ جميعَ رماده

ولستُ آسفاً

لكنني ضجران

وتعبتْ يدي.

سنوات!

سنوات!

سلالم لا تنتهي لالتقاط ملاكٍ أو ذبابة

أيَّام وحيتان

بَشَرٌ غيرُ مدعويّن ومطابخ ورؤوس نيئة أو مشويَّة

وفروجٌ وآلاتُ رجالٍ ومزابل

لا يمكن وضعها كلَّها الآن في طابور

وهرْس أصابعها.

لذلك

الرؤيا باردة

وينبغي الصراخ بشيء آخر

الأرواح تافهة

يمكنك أن تثقل أجنحتها بالأسراب الانتحارية

أو تطلق عليها مصارعي السومو

وتتفرَّج.

على الجبال

على الجبال التي

لا يضحّي الثلجُ بنعله الجديد لهبوطها

يسلَّم بريدُ الحماقات اليوميَّة، قسراً،

لقلوب مفتوحة كقعر سفينة-

(جان جيونو يتذكَّر أكثر المساعي مهانةً

وتلقيح الناس ضد السموم بتسميمهم قليلاً كلَّ يوم،

إدوارد توماس يتفحَّص الجبهة تحت مطر بارد و ناعم

حائراً هل يبقى قرب النافذة

أم على السلَّم حيث يأتي تحطُّمه في الطبقة السفلى

بشكل أفضل،

وجوه روبرت موزيل تجمع بين رافائيل وأنثى الخنزير

وهو متأكد أنَّ المرء يمشي

بعد سلاسل الحراس

كأيّ سائح) –

على الجبال إذن

حيث تُسلَّم جميع الرسائل لغير أصحابها،

مع خصياتٍ صغيرة جائزةِ ترضية،

يلاحَظ أنَّ الغوغاء تجمَّعت

بفعل اللواط

وأنَّ تشريح الحنان البشريّ والسلام المحشّش باستمرار

يتمُّ بلا دم.

الشوارع تنام هكذا:

ثلاثة مليارات نعل في خبطة واحدة

تحّركها جماجمُ للاستعمال الخارجيّ،

مراكزُ عبادة بُنيت مناصفة

بين عرق الرجال والمومسات،

فلوريساناتٌ أوتوماتيكية من أقدام العبيد

فوق مكاتب الرؤساء،

سماواتٌ بأعضاء تناسليّة

وآلهة

تنتف شَعرها بسكَّر رخيص.

على الجبال؟

أيّ جبال؟

العمل اليومي

هاي أنت

تعال

لن نفعل شيئاً اليوم

الشمس مملَّة والمطر رتيب

وليس لي جَلَدٌ حتى لارتداء قبَّعتي.

هاي أنت

لا تقلْ إنك مستعجل

وصائب حتماً كالطلقة

لن تخسر شيئاً إذا ألغيتَ كلَّ الرحلة

يمكنك أن تستغني عن الله

وتكلّمني

هل كان عليك أن تتعلَّم كلّ الكلمات

لتقول فقط

وداعاً أيها الأصدقاء؟

ساعدني قليلاً

للاستلقاء على هذا الرصيف

ومنع العبور إلى تلك البقعة

ساعدني فقط

لكي يمرَّ الهواء.

 

شارك مع أصدقائك